أخبار الدوريات

مبابي: “الطرد كان صدمة… لكننا لم نسمح له أن يسرق ليلتنا”

في غرفة خلع الملابس بعد انتصارٍ صعب، 2-1، على أرض ريال سوسيداد، لم يكن كيليان مبابي يتحدث كلاعب يسجل هدفين فقط.
كان يتحدث كرجل عرف كيف يتحول الألم إلى قوة.

بعد طرد دين هويسن في الدقيقة 32 — وهو قرار شكل نقطة تحول في المباراة — توقف الزمن لحظةً داخل ملعب “ريال سوسيداد”.
لكن ريال مدريد لم يتوقف.

“لقد عانينا”، يقول مبابي بهدوء، عيناه لا تبتعدان عن النظر المباشر.
“عندما يُطرد زميلك، تشعر أن الأرض تتحرك تحت قدميك. الجميع توقعوا أن ننهار. حتى بعض المعلقين قالوا إننا لن نعود بالنقاط”.

لكنه أضاف بابتسامة خافتة:

“لكننا عدنا. وربما هذا ما أسعدني أكثر من أي شيء آخر.”

لم يكن الهدف الأول — الذي أحرزه في الدقيقة 12 — مجرد تسديدة دقيقة.
كانه تذكير: نحن هنا، ولا أحد يستطيع تجاهلنا.

أما الهدف الثاني، فكان قصة مختلفة تمامًا:
تمريرة ذكية من مبابي، تلامس مساحة ضيقة بين خطوط الدفاع، تصل إلى أردا جولر في الزاوية، فيُنهيها ببرودة قاتلة.
“تلك التمريرة؟ كانت تمريرة يجب أن أصنعها”، يقول مبابي.
“ليس لأنني أحب التمريرات… بل لأنني أعرف أن زملائي يستحقون أن أكون العقل الذي يفتح لهم الأبواب”.

ويمضي:

“أريد أن أقدم 100% مني لكل لحظة أرتدي فيها هذا القميص. ليس لأنني نجم… بل لأنني أعرف ما يعنيه أن تكون جزءًا من هذا النادي. الناس يرون الأهداف. لكنهم لا يرون اللحظات التي تسبقها: التمارين الصباحية، الرسائل في المجموعة، النظرة بيني وبين أردا قبل الهجمة… هذه هي الحكاية الحقيقية.”

عندما يُسأل عن بداية الموسم — التي جعلت ريال مدريد يتصدر الليجا بـ12 نقطة من 4 مباريات — يرفع حاجبيه بدهشة مُعتدّة:

“هل تصدق؟ لقد بدأنا كما لو أننا نلعب نهائي دوري الأبطال كل أسبوع. لا يوجد وقت للراحة. لا مكان للتفريط. كل مباراة هي معركة، وكل نقطة… هي واجب.”

ثم يضيف بصوت هادئ، كأنه يهمس لنفسه:

“إذا استمررنا بهذا الشكل… فلن يكون اللقب مجرد حلم. سيكون واجبًا طبيعيًا.”


✨ خلاصة الكلمات التي لم تُقال:

مبابي لم يتحدث عن الفوز.
تحدث عن الصمود.
لم يذكر الهدفين.
ذكر الثقة.
لم يفتخر بتسجيله.
افتخر بـفريقه.

وهذا — أكثر من أي هدف — هو ما يجعل ريال مدريد مختلفًا هذه الأيام.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى