أخبار الدوريات

ارك جيهي يختار طريقًا مختلفًا: قلب الدفاع الإنجليزي يبتعد عن أنفيلد رغم الإغراءات


✍️ المقالة:

في سوق انتقالات لا يخلو من المفاجآت، جاء قرار مارك جيهي، مدافع كريستال بالاس والمنتخب الإنجليزي، ليقلب التوقعات رأسًا على عقب. فبينما كانت التقارير تشير إلى اقترابه من الانضمام إلى ليفربول، أحد أكبر أندية العالم، فاجأ اللاعب الجميع بإبلاغ إدارة بالاس ووكيله برغبته في عدم الانتقال إلى “أنفيلد”، مفضلًا مسارًا مختلفًا قد يحمل أبعادًا فنية وشخصية عميقة.

هذا القرار، الذي وصفه البعض بأنه “غير متوقع”، يعكس تعقيدات الاختيار في كرة القدم الحديثة، حيث لا تكون الأندية الكبرى دائمًا الخيار الأول، حتى عندما يتعلق الأمر بلاعب شاب في قمة عطائه.


🧠 خلفية الصفقة المحتملة:

ليفربول، الذي يبحث عن تعزيز خط دفاعه بعد رحيل جويل ماتيب وتراجع مستوى إبراهيما كوناتي، وضع مارك جيهي على رأس قائمة أولوياته. اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا، يُعد من أبرز المدافعين في البريميرليغ، بفضل قدرته على قراءة اللعب، التمركز الذكي، والصلابة البدنية.

المفاوضات بين ليفربول وكريستال بالاس كانت في مراحل متقدمة، وتحدثت الصحف عن عرض بقيمة 45 مليون جنيه إسترليني، مع حوافز إضافية. لكن جيهي، الذي كان يُنتظر منه الموافقة النهائية، اختار التريث، ثم أبلغ وكيله برفض العرض، ما أثار دهشة داخل أروقة “أنفيلد”.


💬 أسباب القرار: بين التكتيك والهوية

مصادر مقربة من اللاعب أشارت إلى أن قراره لم يكن مدفوعًا بالمال أو الشهرة، بل بعوامل فنية وشخصية:

  • الرغبة في اللعب ضمن منظومة دفاعية أكثر استقرارًا: جيهي يرى أن أسلوب ليفربول الهجومي، الذي يعتمد على تقدم الأظهرة والضغط العالي، قد لا يتناسب مع خصائصه الدفاعية، خاصة في ظل المساحات التي تُترك خلف الخط الخلفي.
  • القلق من المنافسة غير المتكافئة: وجود أسماء مثل فيرجيل فان دايك، كوناتي، وجو غوميز، قد يُقلل من فرصه في اللعب المنتظم، وهو ما لا يريده في هذه المرحلة من مسيرته، خاصة مع اقتراب يورو 2028.
  • الهوية الكروية: جيهي نشأ في تشيلسي، وانتقل إلى بالاس بحثًا عن الاستقرار، ويُفضل اللعب في أندية تمنحه دورًا قياديًا، بدلًا من أن يكون مجرد خيار تكتيكي في منظومة أكبر.

📊 أرقام جيهي في الموسم الماضي:

  • عدد المباريات: 36
  • دقائق اللعب: 3,240
  • نسبة النجاح في التدخلات: 78%
  • التمريرات الصحيحة: 89%
  • عدد الكرات الهوائية المكتسبة: 112
  • أخطاء مباشرة أدت إلى أهداف: 0

هذه الأرقام تُظهر مدى ثباته، وكونه أحد أكثر المدافعين اتساقًا في البريميرليغ، ما جعله هدفًا للعديد من الأندية، ليس فقط ليفربول، بل أيضًا مانشستر يونايتد وتوتنهام.


🔍 ردود الفعل داخل ليفربول:

قرار جيهي أثار استغرابًا داخل إدارة ليفربول، التي كانت ترى فيه الحل المثالي لتعويض ماتيب، خاصة أنه إنجليزي، شاب، ويملك خبرة في الدوري. بعض التقارير تحدثت عن “خيبة أمل”، بينما أشار آخرون إلى أن النادي سيحول أنظاره نحو أسماء أخرى مثل جارين كويل من بورنموث أو إدموند تابسوبا من باير ليفركوزن.

يورغن كلوب، الذي يُعرف بحرصه على اختيار اللاعبين الذين يتناسبون مع فلسفته، لم يُعلق رسميًا، لكنه يُدرك أن اللاعب الذي لا يرغب في الانضمام، لا يمكن إجباره، خاصة في ظل وجود بدائل.


🧩 الوجهة المحتملة لجيهي:

بعد رفض ليفربول، بدأ الحديث عن وجهات أخرى محتملة:

  • مانشستر يونايتد: النادي يبحث عن مدافع بجانب ليساندرو مارتينيز، وجيهي يُعد خيارًا مثاليًا، خاصة مع رغبة إريك تين هاغ في بناء خط دفاع جديد.
  • توتنهام: أنجي بوستيكوغلو يُحب اللاعبين الذين يجيدون البناء من الخلف، وجيهي يمتلك هذه المهارة، وقد يكون خيارًا مناسبًا بجانب كريستيان روميرو.
  • الاستمرار في كريستال بالاس: اللاعب لا يُمانع البقاء لموسم إضافي، خاصة إذا حصل على شارة القيادة، وشارك في مشروع تطوير الفريق.

🧠 البعد النفسي للقرار:

قرار جيهي لا يُعد مجرد رفض لعرض، بل يعكس نضجًا في التفكير، ورغبة في التحكم بمسيرته. اللاعب يُدرك أن الانتقال إلى نادٍ كبير لا يعني بالضرورة النجاح، وأن اللعب المنتظم، والثقة، والدور القيادي، قد تكون أكثر أهمية من الألقاب في بعض المراحل.

كما أن قربه من مدربه في بالاس، روي هودجسون، وشعوره بالراحة في بيئة النادي، لعبا دورًا في ترجيح كفة البقاء أو الانتقال إلى نادٍ يمنحه نفس الأمان.


💬 تصريحات مقربة:

أحد أفراد الجهاز الفني في بالاس قال: “مارك ليس من نوعية اللاعبين الذين يركضون خلف الأضواء. إنه يفكر في كرة القدم كمسيرة طويلة، وليس كسباق قصير.”

  • وكيله أشار إلى أن “القرار كان شخصيًا بالكامل، ولم يكن مرتبطًا بأي خلاف مالي أو تفاوضي.”

📈 تأثير القرار على سوق الانتقالات:

رفض جيهي للعرض قد يُعيد ترتيب أولويات ليفربول، ويُشعل المنافسة بين الأندية الإنجليزية على المدافعين المحليين. كما أنه يُظهر أن اللاعبين باتوا أكثر وعيًا في اختياراتهم، ولا ينجذبون تلقائيًا نحو الأندية الكبرى.


🧭 خاتمة:

مارك جيهي اختار أن يستمع إلى قلبه، لا إلى ضجيج السوق. وبين أنفيلد الذي يُغري بالألقاب، وبالاس الذي يمنحه الثقة، اختار طريقًا مختلفًا، قد يبدو غريبًا للبعض، لكنه يحمل في طياته نضجًا، ووعيًا، ورغبة في بناء مسيرة لا تُحددها العناوين، بل التفاصيل.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى