في لحظة لا تُنسى من تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، أضاف النجم المصري محمد صلاح إنجازًا جديدًا إلى سجله الذهبي، بعدما عادل رقم جيمس ميلنر في قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ البريميرليغ. لم يكن الأمر مجرد تمريرة حاسمة، بل لحظة رمزية تعكس رحلة لاعب بدأ من شوارع بسيون، ووصل إلى قمة كرة القدم العالمية.
🧠 خلفية الإنجاز: من هدّاف إلى صانع
منذ انضمامه إلى ليفربول في صيف 2017، اعتاد الجمهور على رؤية صلاح وهو يهز الشباك، لكن ما يميز مسيرته هو تطوره المستمر كلاعب جماعي. فصلاح لم يكتف بتسجيل الأهداف، بل أصبح أحد أبرز صناع اللعب في البريميرليغ، بفضل رؤيته الثاقبة، وتحركاته الذكية، وقدرته على جذب المدافعين وفتح المساحات لزملائه.
مع تمريرته الحاسمة الأخيرة، وصل صلاح إلى 63 تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي، معادلًا رقم المخضرم جيمس ميلنر، الذي يُعد من أكثر اللاعبين استمرارية في تاريخ المسابقة.
📊 ترتيب صناع اللعب في تاريخ البريميرليغ
رغم أن صلاح لم يبدأ مسيرته في إنجلترا كصانع لعب، إلا أنه بات الآن ضمن قائمة النخبة:
| اللاعب | عدد التمريرات الحاسمة |
|---|---|
| ريان غيغز | 162 |
| سيسك فابريغاس | 111 |
| واين روني | 103 |
| فرانك لامبارد | 102 |
| كيفن دي بروين | 100+ |
| جيمس ميلنر | 63 |
| محمد صلاح | 63 |
صلاح لا يزال في قمة عطائه، ما يعني أن صعوده في هذه القائمة ليس سوى مسألة وقت.
🎯 التحليل الفني: كيف يصنع صلاح الفارق؟
صلاح لا يصنع الأهداف بالطريقة التقليدية فقط، بل بأساليب متعددة:
- التمريرات الذكية خلف الدفاع: كما فعل مع نونيز في مواجهة نيوكاسل.
- التحرك بين الخطوط وسحب المدافعين: ما يفتح المجال أمام زملائه للتسجيل.
- الكرات العرضية الدقيقة من الجناح الأيمن: خاصة في المرتدات السريعة.
ما يميز صلاح هو قدرته على اتخاذ القرار الصحيح في اللحظة المناسبة، سواء بالتسديد أو التمرير، وهو ما يجعله لاعبًا استثنائيًا في مركزه.
🔥 صلاح في أرقام هذا الموسم
- عدد المباريات: 5
- الأهداف: 3
- التمريرات الحاسمة: 4
- المساهمات الإجمالية: 7 أهداف
هذه الأرقام تعكس أن صلاح لا يزال في قمة مستواه، رغم مرور أكثر من 6 سنوات على انضمامه إلى ليفربول.
🧩 المقارنة مع ميلنر: اختلاف الأدوار وتشابه الأثر
ميلنر، الذي لعب في عدة مراكز، كان يُعرف بثباته وانضباطه التكتيكي، بينما صلاح يُعرف بالانفجار الهجومي واللمسة الحاسمة. ومع ذلك، فإن كلاهما ترك بصمة واضحة في البريميرليغ، سواء عبر التمريرات أو القيادة داخل الملعب.
أن يعادل صلاح رقم ميلنر، رغم اختلاف الأدوار، هو دليل على مدى تأثيره الجماعي، وليس فقط الفردي.
🎙️ تصريحات كلوب: إشادة مستحقة
يورغن كلوب علّق على إنجاز صلاح قائلًا:
“محمد ليس مجرد هدّاف، إنه لاعب متكامل. أرقامه في صناعة اللعب تثبت أنه يفكر دائمًا في الفريق، وليس في نفسه فقط.”
هذه الكلمات تعكس العلاقة الخاصة بين المدرب واللاعب، والتي كانت أحد أسرار نجاح ليفربول في السنوات الأخيرة.
🌍 البعد الثقافي: صلاح كرمز عربي عالمي
إنجاز صلاح لا يُحتسب فقط في سجلات البريميرليغ، بل في ذاكرة الجماهير العربية التي ترى فيه نموذجًا للنجاح العالمي. فكل تمريرة حاسمة منه هي رسالة أمل، وكل رقم جديد هو انتصار للهوية العربية في أكبر دوري في العالم.
صلاح بات أكثر من مجرد لاعب، إنه رمز ثقافي، وسفير غير رسمي للعرب في الملاعب الأوروبية.
🎨 البعد البصري: من الجناح إلى المايسترو
صلاح تطور بصريًا داخل الملعب، من جناح سريع يركض على الخط، إلى مايسترو يتحكم بإيقاع الهجوم. تحركاته أصبحت أكثر نضجًا، وتمريراته أكثر دقة، وقراءته للملعب أكثر عمقًا.
هذا التحول يعكس نضجًا تكتيكيًا، ويجعل من صلاح لاعبًا لا يُقارن فقط بالمهاجمين، بل بصناع اللعب الكبار.
📝 خلاصة وتوقعات
معادلة صلاح لرقم ميلنر في صناعة الأهداف ليست مجرد رقم، بل محطة جديدة في مسيرة لاعب استثنائي. وبينما يواصل تسجيل الأهداف، فإنه يثبت يومًا بعد يوم أنه لاعب جماعي من الطراز الرفيع.
التوقعات تشير إلى أن صلاح سيواصل الصعود في قائمة صناع اللعب، وربما يدخل نادي الـ100 تمريرة حاسمة قبل نهاية مسيرته في البريميرليغ.
