ميدو يدافع عن صلاح: الكرة الذهبية تستحق من يعيد تعريف المجد


في مشهد يعكس حجم التقدير الذي يحظى به محمد صلاح داخل الأوساط الرياضية العربية، خرج النجم المصري السابق أحمد حسام “ميدو” بتصريحات قوية يطالب فيها بمنح الكرة الذهبية لصلاح، معتبرًا أن الوقت قد حان لإنصافه ولو لمرة واحدة، بعد سنوات من التألق والإنجازات التي جعلته أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية.
صلاح: قصة مجد لا تُنكر
منذ انتقاله إلى ليفربول عام 2017، أعاد محمد صلاح تعريف النجاح في أوروبا بالنسبة للاعبين العرب والأفارقة. فقد سجل أكثر من 200 هدف بقميص الريدز، وتُوج بدوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، وكأس العالم للأندية، إلى جانب ألقاب فردية لا تُحصى، أبرزها الحذاء الذهبي في البريميرليغ ثلاث مرات، وأفضل لاعب في إنجلترا مرتين.
ورغم هذا السجل الحافل، لم يُمنح صلاح الكرة الذهبية، وهو ما اعتبره ميدو “إجحافًا واضحًا بحق لاعب أعاد صياغة صورة اللاعب العربي في أوروبا”.
ميدو: تصريح من القلب
في تغريدة أثارت تفاعلًا واسعًا، كتب ميدو: “أنصفوا صلاح ولو لمرة واحدة.. الكرة الذهبية يجب أن تذهب لمن يستحقها، لا لمن يملك ماكينة إعلامية”. وأضاف في تصريحات لاحقة: “صلاح لا يحتاج إلى حملات دعائية، إنجازاته تتحدث عنه، وأرقامه لا تُكذب”.
هذا التصريح لم يكن مجرد دعم عاطفي، بل جاء مدعومًا بتحليل منطقي لأداء صلاح مقارنةً بمنافسيه على الجائزة، خاصة في ظل تراجع مستوى بعض الأسماء المرشحة المعتادة، وبقاء صلاح في القمة رغم التحديات.
هل يستحق صلاح الكرة الذهبية؟
من الناحية الفنية، صلاح يُعد من أكثر اللاعبين تأثيرًا في العالم خلال السنوات الأخيرة. في موسم 2022–2023، سجل 30 هدفًا وصنع 14 في جميع المسابقات، وكان العامل الحاسم في تأهل ليفربول إلى دوري الأبطال، رغم تذبذب أداء الفريق ككل.
كما أنه حافظ على مستواه في الموسم التالي، وبدأ حملة الدوري الإنجليزي بقوة، مسجلًا أهدافًا حاسمة ومساهمًا في بناء الهجمات، مما جعله من أكثر اللاعبين اكتمالًا في مركزه.
المعايير المزدوجة للجائزة
الكرة الذهبية، التي تُمنح من قبل مجلة “فرانس فوتبول”، كثيرًا ما تعرضت لانتقادات بسبب اعتمادها على عوامل غير فنية، مثل الشعبية الإعلامية، الانتماء لأندية معينة، أو حتى التغطية الصحفية المكثفة.
في هذا السياق، يرى ميدو أن صلاح يُظلم بسبب كونه لاعبًا عربيًا لا يحظى بنفس الدعم الإعلامي الذي يُمنح لنجوم أوروبا وأمريكا الجنوبية، رغم أن أرقامه تتفوق على كثير منهم.
دعم جماهيري واسع
تصريحات ميدو وجدت صدى واسعًا بين الجماهير العربية، التي طالما اعتبرت صلاح رمزًا للنجاح والاحتراف. على منصات التواصل، انتشرت هاشتاغات مثل “الكرة الذهبية لصلاح” و”أنصفوا الملك المصري”، في محاولة للضغط الإعلامي على الجهات المنظمة للجائزة.
الجماهير ترى أن صلاح لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل حلم الملايين من الشباب العربي، وأن تتويجه سيكون لحظة تاريخية تعيد الاعتبار للموهبة الحقيقية بغض النظر عن الخلفية الجغرافية أو الإعلامية.
مقارنة مع المنافسين
عند مقارنة صلاح بمنافسيه على الجائزة، مثل كيليان مبابي، إيرلينغ هالاند، وليونيل ميسي، نجد أن صلاح يتفوق في عدة جوانب:
- الاستمرارية: صلاح حافظ على مستواه العالي لسبع مواسم متتالية، بينما شهد أداء بعض المنافسين تذبذبًا.
- التأثير: أهداف صلاح غالبًا ما تكون حاسمة، وتأتي في مباريات كبيرة.
- القيادة: رغم أنه ليس قائدًا رسميًا، إلا أن صلاح يُعتبر قائدًا معنويًا في ليفربول ومنتخب مصر.
- الاحترافية: لم يرتبط صلاح بأي مشاكل سلوكية أو تصريحات مثيرة للجدل، مما يعكس نضجه المهني.
الإعلام الغربي: تجاهل أم تقصير؟
رغم أن صلاح يحظى بتقدير كبير في إنجلترا، إلا أن الإعلام الغربي لا يمنحه نفس الزخم الذي يُمنح لنجوم آخرين. بعض المحللين يرون أن هذا التجاهل يعود إلى عوامل ثقافية وجغرافية، بينما يرى آخرون أن صلاح لا يسعى وراء الأضواء، مما يجعله أقل ظهورًا في الحملات الدعائية.
لكن هذا لا يجب أن يكون معيارًا لمنح الجوائز، كما يؤكد ميدو: “الكرة الذهبية يجب أن تُمنح لمن يستحقها داخل الملعب، لا خارجه”.
صلاح يرد بصمته المعتاد
كالعادة، لم يعلّق صلاح مباشرة على تصريحات ميدو، لكنه نشر صورة له من التدريبات مع تعليق مقتضب: “التركيز مستمر”. هذا الرد الصامت يعكس فلسفة اللاعب في التعامل مع الجدل: دع الأرقام تتحدث.
هل يمكن أن يتحقق الحلم؟
الكرة الذهبية تُمنح بناءً على تصويت الصحفيين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يجعل التأثير الإعلامي عاملًا مهمًا. لكن إذا استمر صلاح في تقديم هذا المستوى، وحقق إنجازًا كبيرًا مع ليفربول أو منتخب مصر، فإن فرصه في التتويج ستزداد.
ميدو ختم تصريحاته بالقول: “صلاح يستحق الكرة الذهبية أكثر من أي وقت مضى، وإذا لم تُمنح له الآن، فمتى إذًا؟”
خاتمة
في عالم تُحدد فيه الجوائز أحيانًا خارج الملعب، يظل محمد صلاح نموذجًا للاعب الذي يضع الأداء فوق كل اعتبار. وبين دعم ميدو وصمت صلاح، تبقى الكرة الذهبية حلمًا مشروعًا، بل استحقاقًا تأخر كثيرًا.




