ثنائي ليفربول يحتفي بتتويج ديمبلي ويشيد بموسمه الاستثنائي


المقالة:
في مشهد يعكس الروح الرياضية والاحترام المتبادل بين نجوم اللعبة، وجّه ثنائي نادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح وفيرجيل فان دايك، تهنئة علنية للنجم الفرنسي عثمان ديمبلي بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، في خطوة لاقت إشادة واسعة من الجماهير والنقاد، وعبّرت عن تقدير حقيقي لما قدمه ديمبلي خلال الموسم المنصرم.
التتويج الذي أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض، جاء بعد موسم استثنائي قدمه ديمبلي مع باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، حيث جمع بين الأداء الفني العالي والحسم في اللحظات الكبرى، ليحصد الجائزة الفردية الأهم في عالم كرة القدم، متفوقًا على أسماء بارزة مثل كيليان مبابي، إيرلينغ هالاند، وجود بيلينغهام.
صلاح يبارك لديمبلي
النجم المصري محمد صلاح، الذي يُعد من أبرز لاعبي العالم في السنوات الأخيرة، نشر عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) تغريدة قال فيها: “مبروك لديمبلي على الكرة الذهبية، موسم رائع واستحقاق كبير. سعيد برؤية لاعب موهوب مثله يُكافأ على عمله الجاد.”
هذه الكلمات، رغم بساطتها، حملت الكثير من المعاني، خاصة أنها جاءت من لاعب ينافس على نفس الجائزة، ويُعد من أبرز المرشحين لها في كل موسم. تهنئة صلاح عكست نضجه الرياضي، واحترامه لزملائه في المهنة، وأكدت أن المنافسة لا تُلغي التقدير.
فان دايك يشيد بالثبات
من جانبه، عبّر المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك عن إعجابه بما قدمه ديمبلي، وقال في تصريحات صحفية بعد مباراة ليفربول الأخيرة: “ديمبلي لاعب رائع، وقدّم موسمًا متكاملًا. فوزه بالكرة الذهبية يُظهر أن العمل الجاد والثبات في المستوى يُكافأ في النهاية.”
وأضاف: “نحن نلعب في دوري تنافسي، ونعرف كم هو صعب الحفاظ على المستوى العالي طوال الموسم. ديمبلي فعل ذلك، وكان حاسمًا في المباريات الكبرى، وهذا ما يصنع الفرق.”
ردود فعل الجماهير
الجماهير تفاعلت بشكل واسع مع تهنئة ثنائي ليفربول، حيث اعتبر كثيرون أن هذه الخطوة تعكس الروح الحقيقية لكرة القدم، وتُعيد التوازن إلى النقاشات التي طغى عليها الجدل والانتقادات. البعض وصف صلاح وفان دايك بأنهما “سفراء للروح الرياضية”، بينما رأى آخرون أن هذه التهاني تُعزز من قيمة الجائزة، وتمنحها شرعية أكبر.
في المقابل، جماهير باريس سان جيرمان احتفت بهذه التصريحات، واعتبرتها اعترافًا عالميًا بقيمة ديمبلي، الذي لطالما تعرض للتشكيك في مواسم سابقة بسبب الإصابات وعدم الاستقرار.
ديمبلي يرد بتواضع
رد ديمبلي على التهاني جاء سريعًا، حيث أعاد نشر تغريدة صلاح، وكتب: “شكرًا لك يا أخي، كلماتك تعني لي الكثير.” كما علّق على تصريحات فان دايك قائلًا: “احترام كبير لك، أنت أحد أفضل المدافعين في العالم، وسعيد بكلماتك.”
هذا التفاعل المتبادل بين النجوم يعكس تطورًا في ثقافة كرة القدم، حيث لم تعد الجوائز الفردية سببًا للانقسام، بل فرصة للاحتفاء بالتميز، وتبادل الاحترام بين اللاعبين.
الكرة الذهبية.. موسم ديمبلي بالأرقام
فوز ديمبلي بالكرة الذهبية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لأرقام مميزة سجلها خلال الموسم. مع باريس سان جيرمان، شارك في 48 مباراة، سجل 21 هدفًا، وصنع 17، وكان حاسمًا في مباريات دوري الأبطال، خاصة في الأدوار الإقصائية. كما تألق مع منتخب فرنسا، وساهم في وصوله إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث سجل هدفًا وصنع آخر في المباراة النهائية.
هذه الأرقام، إلى جانب تأثيره الفني في أسلوب لعب الفريق، جعلت منه مرشحًا قويًا للجائزة، رغم المنافسة الشرسة من نجوم مثل مبابي وهالاند.
صلاح وفان دايك.. نموذج للقيادة
تهنئة صلاح وفان دايك لم تكن مجرد كلمات، بل تعكس شخصية قيادية داخل وخارج الملعب. كلاهما يُعد من قادة ليفربول، ويُعرف عنهما احترام الخصوم، والحرص على دعم زملائهم، سواء في النادي أو خارجه. هذه الصفات جعلت منهما نموذجًا يُحتذى به، خاصة في زمن أصبحت فيه المنافسة أحيانًا سببًا للتوتر والعداوات.
الصحافة تتفاعل
الصحافة البريطانية تناولت تهنئة ثنائي ليفربول باهتمام، حيث عنونت “ذا أثلتيك”: “صلاح وفان دايك يهنئان ديمبلي.. روح رياضية في زمن الجدل”، بينما كتبت “ديلي ميل”: “نجوم ليفربول يحتفون بتتويج ديمبلي ويُعيدون الاحترام إلى مشهد الجوائز الفردية.”
في فرنسا، اعتبرت صحيفة “ليكيب” أن هذه التهاني تُعزز من مكانة ديمبلي عالميًا، وتُظهر أن فوزه لم يكن محل رفض شامل، بل حظي بتقدير من كبار اللعبة.
خاتمة
في زمن أصبحت فيه الجوائز الفردية محل جدل دائم، تأتي تهنئة ثنائي ليفربول لديمبلي لتُعيد التوازن، وتُذكّر الجميع بأن كرة القدم ليست فقط أرقامًا وألقابًا، بل أيضًا احترام، وتقدير، وروح رياضية. صلاح وفان دايك، بكلمات بسيطة، أعادا المعنى الحقيقي للتنافس الشريف، وأثبتا أن النجومية لا تُقاس فقط بالأهداف، بل أيضًا بالمواقف.
أما ديمبلي، فقد رد بتواضع، وأثبت أن التتويج لا يُفسد العلاقات، بل يُعززها، حين يكون اللاعب كبيرًا في أدائه، وفي أخلاقه.




