أخبار

نيمار ينتقد تجاهل رافينيا في سباق الكرة الذهبية ويصفه بالظلم الفاضح

المقالة:

في عالم كرة القدم، لا تقتصر الإثارة على ما يحدث داخل المستطيل الأخضر، بل تمتد إلى التصريحات التي تُطلق خارج الملعب، خاصة حين تأتي من نجوم كبار مثل نيمار دا سيلفا. النجم البرازيلي، الذي لطالما أثار الجدل بتصريحاته الصريحة، خرج هذه المرة ليعبّر عن غضبه من ترتيب مواطنه رافينيا في سباق الكرة الذهبية لعام 2025، واصفًا الأمر بأنه “مهزلة” لا تعكس قيمة اللاعب الحقيقي.

تصريح نيمار جاء بعد إعلان القائمة النهائية للمرشحين لجائزة الكرة الذهبية، والتي شهدت غياب رافينيا عن المراكز المتقدمة، رغم الموسم المميز الذي قدمه مع برشلونة ومنتخب البرازيل. هذا الترتيب أثار استياء نيمار، الذي يرى أن رافينيا يستحق مكانًا بين الكبار، وأن تجاهله بهذا الشكل يُعد ظلمًا فنيًا وجماهيريًا.

نيمار يفتح النار

في مقابلة إعلامية أجراها على هامش مشاركته في إحدى الفعاليات الرياضية، قال نيمار: “ما حدث مع رافينيا أمر غير مقبول. لقد قدّم موسمًا رائعًا، وكان من أفضل اللاعبين في مركزه، ومع ذلك لم يُمنح التقدير الذي يستحقه. هذا الترتيب مهزلة، ويجب إعادة النظر في معايير الاختيار.”

وأضاف: “رافينيا لاعب متكامل، يجمع بين المهارة، الالتزام، والروح القتالية. من غير المنطقي أن يتم تجاهله بهذا الشكل، بينما يُمنح آخرون أدوارًا أكبر لمجرد اللعب في أندية معينة أو امتلاك شعبية أكبر.”

هذه التصريحات أثارت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور بين مؤيد لرأي نيمار، ومعارض يرى أن ترتيب رافينيا يعكس واقع المنافسة الشرسة على الجائزة.

رافينيا.. موسم استثنائي

رافينيا، الذي انتقل إلى برشلونة قادمًا من ليدز يونايتد، أثبت نفسه سريعًا في التشكيلة الأساسية، وقدم مستويات مميزة، خاصة في النصف الثاني من الموسم. سجل أهدافًا حاسمة، وصنع العديد من الفرص، وكان عنصرًا مهمًا في فوز الفريق بلقب الدوري الإسباني، إلى جانب وصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

كما تألق مع منتخب البرازيل في تصفيات كأس العالم وكوبا أمريكا، حيث ساهم في صناعة اللعب، وسجل أهدافًا مؤثرة، جعلته من أبرز عناصر السيليساو في الفترة الأخيرة.

ورغم هذه الإنجازات، جاء ترتيبه في سباق الكرة الذهبية متأخرًا، ما أثار علامات استفهام حول المعايير المعتمدة، ومدى تأثير الإعلام والجماهيرية في تحديد الفائزين.

ردود فعل الجماهير

الجماهير البرازيلية تفاعلت بقوة مع تصريحات نيمار، حيث عبّر كثيرون عن دعمهم لرافينيا، واعتبروا أن تجاهله يُعد استمرارًا لسلسلة من الظلم الذي يتعرض له اللاعبون البرازيليون في الجوائز الفردية. البعض أشار إلى أن الإعلام الأوروبي يركز على أسماء معينة، ويتجاهل الأداء الفعلي داخل الملعب.

في المقابل، رأى آخرون أن رافينيا لا يزال في بداية مسيرته، وأن عليه أن يواصل التطور، وتقديم مستويات أعلى في البطولات الكبرى، ليحجز مكانًا دائمًا في سباق الجوائز.

الصحافة ترد

الصحافة الإسبانية والبرازيلية تناولت تصريحات نيمار باهتمام، حيث عنونت صحيفة “ماركا”: “نيمار يدافع عن رافينيا ويهاجم الكرة الذهبية”، بينما كتبت “غلوبو سبورت”: “نيمار غاضب من تجاهل مواطنه.. هل هناك تمييز في الجوائز؟”

بعض المحللين اعتبروا أن نيمار يحاول تسليط الضوء على مواطنه، في محاولة لدعمه نفسيًا ومعنويًا، خاصة أن رافينيا يُعد من اللاعبين الذين لا يُكثرون من الظهور الإعلامي، ويعتمدون على الأداء داخل الملعب فقط.

رافينيا يرد بهدوء

في أول تعليق له على تصريحات نيمار، قال رافينيا: “أنا ممتن لكلمات نيمار، وأعتبرها دعمًا كبيرًا من نجم كبير. لكنني لا أركز على الجوائز الفردية، بل على تقديم الأفضل لفريقي ومنتخب بلادي.”

وأضاف: “الكرة الذهبية حلم لكل لاعب، لكنني أؤمن أن العمل الجاد هو الطريق الوحيد لتحقيق الأحلام. سأواصل التطور، وأترك التقييم للجماهير والخبراء.”

هذا الرد الهادئ يعكس شخصية رافينيا المتزنة، ويؤكد أنه لا يسعى للجدل، بل يفضل الرد داخل الملعب، بالأداء والأرقام.

هل هناك خلل في معايير الاختيار؟

تصريحات نيمار فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول معايير اختيار المرشحين والفائزين بالكرة الذهبية. هل تعتمد على الأرقام فقط؟ أم أن الإعلام والجماهيرية يلعبان دورًا أكبر؟ وهل يُمنح اللاعبون من أندية معينة أفضلية غير عادلة؟

هذه الأسئلة تكررت كثيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد فوز لاعبين بجوائز رغم عدم تقديمهم مواسم استثنائية، بينما تم تجاهل آخرين تألقوا في البطولات الكبرى. البعض يرى أن الكرة الذهبية أصبحت أقرب إلى “جائزة شعبية”، تُمنح لمن يملك قاعدة جماهيرية أكبر، وليس بالضرورة لمن يقدم الأداء الأفضل.

خاتمة

تصريحات نيمار حول ترتيب رافينيا في سباق الكرة الذهبية لم تكن مجرد رأي فني، بل صرخة احتجاج على ما يعتبره ظلمًا في تقييم اللاعبين. وبين التألق الفني، والتجاهل الإعلامي، يبقى رافينيا نموذجًا للاعب المجتهد، الذي يرد داخل الملعب، ويترك الجدل للآخرين.

وفي زمن أصبحت فيه الجوائز الفردية محط جدل دائم، تظل كلمات نيمار تذكيرًا بأن كرة القدم لا تُقاس فقط بالألقاب، بل أيضًا بالعدالة، والاعتراف بالمجهود، مهما كان صامتًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى