بيلينغهام في مرآة ألونسو: حين تفضح الصفعة هشاشة الفكرة


🎬 مقدمة: ديربي لا يُنسى.. لكنه يُسائل
في عالم كرة القدم، هناك مباريات تُلعب، وأخرى تُحاكم. ديربي مدريد الأخير بين ريال مدريد وأتلتيكو لم يكن مجرد مواجهة بين جارين، بل كان اختبارًا حقيقيًا لأفكار تشابي ألونسو، الذي وجد نفسه في قلب العاصفة بعد سقوط فريقه بخماسية قاسية. وسط هذا المشهد، برز اسم جود بيلينغهام، ليس كمنقذ، بل كلغز. اللاعب الذي كان يُنظر إليه كقائد المشروع الملكي، بدا تائهًا، وضحيته كانت أفكار ألونسو التي لم تصمد أمام ضغط الديربي.
🔥 المباراة: خماسية تهز الثقة
المواجهة التي جمعت ريال مدريد بأتلتيكو مدريد على ملعب “واندا ميتروبوليتانو” انتهت بنتيجة 5-1 لصالح الروخيبلانكوس، في واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل هذا الموسم. ريال مدريد دخل اللقاء بثقة، مدفوعًا بسلسلة انتصارات، وبأداء فردي مميز من بيلينغهام، الذي سجل 7 أهداف في أول 6 مباريات.
لكن أمام أتلتيكو، اختفى بيلينغهام، وانهارت منظومة ألونسو، الذي بدا عاجزًا عن التعامل مع الضغط العالي والتمركز الذكي من سيميوني. الهزيمة لم تكن فقط في النتيجة، بل في الفكرة.
🧠 بيلينغهام: من المنقذ إلى اللغز
منذ بداية الموسم، كان بيلينغهام هو نقطة الضوء في مشروع ريال مدريد الجديد. اللاعب الإنجليزي، القادم من دورتموند، أثبت نفسه بسرعة، وسجل أهدافًا حاسمة، وقدم أداءً متكاملًا في الوسط والهجوم.
لكن في الديربي، بدا وكأنه فقد البوصلة. لم يستطع إيجاد المساحات، ولم ينجح في الربط بين الخطوط. تمريراته كانت مترددة، وتحركاته غير فعالة. وكأن أتلتيكو نجح في “فك شيفرة” اللاعب، وتحويله من قائد إلى ضحية.
📊 أرقام بيلينغهام في الديربي
| الإحصائية | القيمة |
|---|---|
| التسديدات | 1 |
| التمريرات الحاسمة | 0 |
| نسبة التمريرات الناجحة | 78% |
| اللمسات داخل منطقة الجزاء | 2 |
| الاستحواذ تحت الضغط | 3 مرات فقد الكرة |
Sources:
الأرقام تؤكد أن بيلينغهام لم يكن في يومه، لكن السؤال الأهم: هل المشكلة في اللاعب؟ أم في الطريقة التي وظفه بها ألونسو؟
🧬 أفكار ألونسو تحت المجهر
تشابي ألونسو، الذي بدأ الموسم بأسلوب هجومي يعتمد على التمريرات القصيرة والتحولات السريعة، وجد نفسه أمام فريق لا يمنحه الوقت ولا المساحة. أتلتيكو لعب بتنظيم دفاعي صارم، وضغط عالي أربك وسط الريال، وجعل بيلينغهام غير قادر على تنفيذ أدواره.
ألونسو اعتمد على بيلينغهام كمحور هجومي، يتحرك خلف المهاجمين، ويصنع الفارق بالتمرير والتسديد. لكن أمام أتلتيكو، لم يجد اللاعب الدعم الكافي، ولا المساحة اللازمة، ما كشف هشاشة الفكرة، وأعاد طرح السؤال: هل يعتمد المشروع الملكي على لاعب واحد؟
🎭 سرد درامي: من المجد إلى المساءلة
قبل الديربي، كانت الصحافة تتغنى ببيلينغهام، وتصفه بأنه “الوجه الجديد لريال مدريد”، و”الوريث الشرعي لزيدان”. لكن بعد الخسارة، بدأت الأسئلة تتصاعد: هل تم تحميله أكثر من طاقته؟ هل ألونسو بنى مشروعه على أساس هش؟ وهل يمكن لفريق بحجم الريال أن يعتمد على لاعب واحد لحل كل مشاكله؟
القصة تحمل طابعًا دراميًا: نجم يصعد بسرعة، ثم يتعثر في لحظة حاسمة، ومدرب يراهن على فكرة، ثم يخسر الرهان أمام خصم يعرف كيف يضرب في العمق.
🧠 الجانب النفسي: بيلينغهام تحت الضغط
اللاعب الشاب، رغم نضجه، لا يزال في بداية مسيرته مع الريال. الضغوط الجماهيرية، التوقعات الإعلامية، والرهان التكتيكي عليه، كلها عوامل قد تؤثر على أدائه. ألونسو مطالب بإعادة توزيع الأدوار، وتخفيف العبء عن بيلينغهام، حتى لا يتحول من نجم إلى عبء.
في غرفة الملابس، كان الحديث عن ضرورة استعادة التوازن، وعن أهمية اللعب الجماعي، لا الفردي. بيلينغهام نفسه أشار في تصريح مقتضب إلى أن “الهزيمة مؤلمة، لكنها درس مهم”.
🧱 مشروع ألونسو: هل يحتاج إلى إعادة نظر؟
منذ بداية الموسم، اعتمد ألونسو على منظومة هجومية مرنة، تعتمد على بيلينغهام كمحور، وفينيسيوس ورودريغو كأطراف سريعة. لكن أمام الفرق التي تلعب بتنظيم دفاعي صارم، مثل أتلتيكو، بدا الفريق عاجزًا عن خلق الفرص.
ألونسو مطالب الآن بإعادة النظر في:
- توزيع الأدوار في الوسط.
- تعزيز العمق الدفاعي.
- تنويع أساليب اللعب.
- تقليل الاعتماد على بيلينغهام.
المشروع لا يزال في بدايته، لكن الديربي كشف عن ثغرات لا يمكن تجاهلها.
🎨 الهوية البصرية: الريال في أزمة شكل
حتى في الشكل، بدا ريال مدريد باهتًا في الديربي. القمصان البيضاء لم تكن كافية لإخفاء الارتباك، والتحركات كانت بلا روح. أتلتيكو، في المقابل، ظهر كفريق يعرف ماذا يريد، ويعرف كيف يحصل عليه.
الهوية البصرية للريال، التي كانت دائمًا تعكس الهيبة، بدت مهزوزة. ألونسو مطالب بإعادة بناء الصورة، قبل إعادة بناء الفريق.
📡 كيف غطت الصحافة هذا السقوط؟
- صحيفة ماركا وصفت المباراة بأنها “صفعة تكتيكية لألونسو”.
- شبكة أوبتا أشارت إلى أن “بيلينغهام فقد تأثيره في الديربي لأول مرة هذا الموسم”.
- موقع AS اعتبر أن “أتلتيكو كشف هشاشة مشروع الريال، وأجبر ألونسو على إعادة التفكير”.
الصحافة لا تهاجم، لكنها تُسائل، وتفتح الباب لنقاش عميق حول مستقبل الفريق.
🧠 الجماهير: من الحماس إلى الحذر
جماهير ريال مدريد، التي كانت تحتفل ببيلينغهام بعد كل هدف، بدأت تشعر بالقلق. الهزيمة أمام أتلتيكو ليست مجرد خسارة، بل مؤشر على أن المشروع يحتاج إلى تعديل، وأن النجوم وحدهم لا يصنعون المجد.
المدرجات باتت تطالب بالتوازن، وبفريق يلعب كمنظومة، لا كمجموعة أفراد.
🧭 خاتمة: حين تفضح الهزيمة الفكرة
ديربي مدريد الأخير لم يكن مجرد مباراة، بل مرآة عكست حقيقة مشروع تشابي ألونسو، وكشفت عن هشاشة الاعتماد على بيلينغهام كمحور للفكرة. اللاعب لا يزال نجمًا، والمدرب لا يزال يملك الرؤية، لكن الطريق نحو المجد يحتاج إلى أكثر من موهبة، يحتاج إلى منظومة، وتوازن، ومرونة.
الصفعة كانت قاسية، لكن الدروس التي تحملها قد تكون بداية جديدة، لمشروع أكثر نضجًا، وفريق أكثر تكاملًا. فالهزيمة، كما قال ألونسو سابقًا، ليست نهاية.. بل بداية لفهم أعمق.




