أخبار الدوريات

برشلونة في غرفة الإنعاش قبل الكلاسيكو: حين يتحول العلاج إلى خطة تكتيكية

في برشلونة، لا تُقاس الأيام قبل الكلاسيكو بالساعات، بل بالنبضات التي تتسارع كلما اقترب الموعد، وكلما صدرت تقارير طبية جديدة عن حالة اللاعبين المصابين. وبينما يستعد الفريق الكتالوني لمواجهة غريمه ريال مدريد في 26 أكتوبر على ملعب سانتياجو برنابيو، يجد تشافي نفسه أمام تحدٍ لا يقل صعوبة عن المواجهة نفسها: كيف يُعيد بناء فريقه وسط غياب ستة لاعبين دفعة واحدة، على رأسهم لامين يامال ورافينيا؟

🧠 الكلاسيكو ليس مجرد مباراة… إنه اختبار للهوية

في برشلونة، الكلاسيكو ليس مجرد مواجهة بين فريقين، بل هو صراع بين فلسفتين، بين التاريخ والواقع، بين التيكي تاكا والضغط العالي. لكن حين يدخل الفريق المباراة وهو يفتقد ستة من عناصره الأساسية، فإن الأمر يتحول من تحدٍ فني إلى معركة تكتيكية مع الزمن، ومع تقارير الأطباء.

تشافي، الذي لا يزال يبحث عن التوازن في تشكيلته، يعلم أن الغيابات قد تُربك المنظومة، وتُضعف الأطراف، وتُقلل من خياراته الهجومية والدفاعية.

🩺 قائمة المصابين: من العمود الفقري إلى الأجنحة

بحسب صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن برشلونة يفتقد حاليًا جهود ستة لاعبين:

  • مارك أندريه تير شتيجن: خضع لجراحة في أسفل الظهر نهاية يوليو، وسيغيب حتى أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر.
  • بابلو جافي: أجرى جراحة في الغضروف المفصلي الداخلي، ويحتاج من 4 إلى 5 أشهر للتعافي، ما يعني غيابه حتى يناير أو فبراير.
  • لامين يامال: تعرض لانتكاسة عضلية بعد مباراة باريس سان جيرمان، ويُقدر غيابه لعدة أسابيع.
  • رافينيا: يعاني من إصابة عضلية، ويخضع لبرنامج تأهيلي مكثف.
  • خوان جارسيا: إصابة في العضلة الخلفية، والعودة غير مؤكدة.
  • فيرمين لوبيز: إصابة طفيفة، لكن مشاركته في الكلاسيكو لا تزال محل شك.

هذه القائمة لا تُظهر فقط حجم الغيابات، بل تُبرز تنوعها: من الحارس إلى صانع اللعب، ومن الأجنحة إلى لاعبي الوسط، ما يجعل إعادة تشكيل الفريق مهمة معقدة.

🧬 يامال ورافينيا: غياب السرعة والاختراق

غياب لامين يامال ورافينيا يُعد ضربة موجعة للخط الأمامي. فالأول يُعد من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، يتميز بالسرعة والمراوغة والجرأة، بينما الثاني يملك خبرة كبيرة في المواجهات الكبرى، وقدرة على خلق الفارق من الأطراف.

تشافي يعتمد على الأجنحة في فتح المساحات، وفي خلق الزوايا للتمريرات العمودية. وغياب الثنائي يعني فقدان عنصر المفاجأة، واضطرار الفريق إلى اللعب من العمق، ما يُسهل مهمة دفاع ريال مدريد.

🧱 تير شتيجن: غياب القائد الصامت

غياب تير شتيجن لا يُقاس فقط بالأهداف التي قد يتلقاها الفريق، بل بالثقة التي يمنحها لخط الدفاع. الحارس الألماني يُعد من أكثر اللاعبين تأثيرًا في التوازن الدفاعي، وصوته في الخلف يُوجه اللاعبين، ويُحسم الكثير من الكرات قبل أن تتحول إلى فرص.

تشافي سيضطر للاعتماد على إيناكي بينيا، الذي يملك إمكانيات جيدة، لكنه يفتقر إلى الخبرة في مباريات بهذا الحجم.

🧠 جافي: القلب النابض الذي توقف مؤقتًا

بابلو جافي هو اللاعب الذي يُجسد روح برشلونة: قتالية، حركة دائمة، وافتكاك للكرة في كل مكان. غيابه يُفقد الفريق عنصر الضغط العالي، ويُضعف قدرة الوسط على استعادة الكرة بسرعة.

تشافي قد يعتمد على دي يونغ وكيسيه لتعويضه، لكن لا أحد يملك نفس الحماس والاندفاع الذي يُميز جافي.

🔄 البدائل المحتملة: ترقيع أم إعادة بناء؟

في ظل هذه الغيابات، يملك تشافي خيارات محدودة:

  • في الوسط: يمكن الاعتماد على بيدري، دي يونغ، وكيسيه، مع إمكانية إشراك سيرجي روبيرتو كلاعب ارتكاز.
  • في الهجوم: قد يلعب فيران توريس أو أنسو فاتي على الأطراف، مع ليفاندوفسكي في العمق.
  • في الدفاع: أراوخو وكريستنسن في القلب، وبالدي في اليسار، بينما يبقى مركز الظهير الأيمن محل جدل.

لكن هذه التشكيلة تفتقر إلى الانسجام، وقد تُجبر تشافي على تغيير الرسم التكتيكي، واللعب بطريقة أكثر تحفظًا.

🧪 البرنامج التأهيلي: سباق مع الزمن

الطاقم الطبي في برشلونة يعمل على مدار الساعة لتجهيز اللاعبين. يامال يخضع لجلسات علاج طبيعي مكثفة، ورافينيا بدأ تدريبات خفيفة بالكرة. أما فيرمين لوبيز، فيُراقب يوميًا لتحديد مدى جاهزيته.

لكن الكلاسيكو لا ينتظر أحد، والقرار النهائي سيُتخذ قبل أيام قليلة من المباراة، بناءً على الفحوصات الطبية، ومدى استجابة اللاعبين للعلاج.

🎭 الكلاسيكو: مسرح لا يرحم الغيابات

ريال مدريد يدخل المباراة بتشكيلة شبه مكتملة، ويملك أفضلية نفسية بعد فوزه الأخير في الليغا. أما برشلونة، فيدخل بغيابات مؤثرة، وبحاجة إلى أداء جماعي يُعوض النقص العددي.

تشافي يعلم أن الكلاسيكو لا يُكسب بالأسماء فقط، بل بالتحضير الذهني، وبالقدرة على امتصاص الضغط، وتحويله إلى طاقة إيجابية.

📈 الأثر النفسي: هل يؤثر الغياب على الثقة؟

اللاعبون الشباب قد يشعرون بالضغط، خاصة في ظل غياب القادة مثل تير شتيجن وجافي. وهنا، تظهر أهمية دور تشافي في تحفيز الفريق، وفي خلق أجواء إيجابية داخل غرفة الملابس.

المدرب الكتالوني يُدرك أن الكلاسيكو يُشكل منعطفًا في الموسم، وأن الفوز رغم الغيابات قد يُعيد الثقة، ويُثبت أن برشلونة لا يعتمد على الأفراد، بل على المنظومة.

🗺️ نظرة مستقبلية: ما بعد الكلاسيكو

بغض النظر عن نتيجة المباراة، فإن برشلونة مطالب بإعادة تقييم الحالة الطبية للفريق، وتطوير برامج التأهيل، وتخفيف الضغط البدني على اللاعبين.

فالموسم لا يزال طويلًا، والمنافسات متعددة، والهدف ليس فقط الفوز بالكلاسيكو، بل الحفاظ على استقرار الفريق حتى نهاية الموسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى