أخبار

مبابي في مفترق الطرق: هل يحميه ديشامب من نفسه قبل معركة التصفيات؟

في كرة القدم، هناك لحظات لا تُقاس بالأهداف أو التمريرات، بل تُقاس بالقلق الذي يسبق القرار. حين يكون اسم كيليان مبابي على طاولة النقاش، لا يتعلق الأمر فقط بلاعب، بل برمز، بقائد، وبأمل أمة كاملة في التأهل إلى كأس العالم. ومع إصابة طفيفة في الكاحل، يدخل ديدييه ديشامب معسكر الديوك في أكتوبر وهو يوازن بين الحذر والطموح.

🩺 إصابة في توقيت قاتل

تعرض كيليان مبابي لكدمة قوية في كاحل القدم اليمنى خلال مواجهة ريال مدريد ضد فياريال، والتي انتهت بفوز الملكي 3-1. ورغم تسجيله هدفًا رائعًا، اضطر مبابي إلى مغادرة الملعب مباشرة بعد الهدف الثالث، متوجهًا إلى غرفة الملابس، ما أثار القلق حول جاهزيته لمعسكر منتخب فرنسا.

صحيفة “ليكيب” الفرنسية أكدت أن الإصابة ليست خطيرة، لكنها تستدعي تقييمًا دقيقًا قبل اتخاذ قرار المشاركة في مباراتي أذربيجان وأيسلندا ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026.

🗣️ ديشامب يطمئن… بحذر

في مؤتمر صحفي عقده ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، أكد أن مبابي بخير وسيشارك بشكل طبيعي في المعسكر. قال: “تحدثت مع كيليان، كان يعاني من ألم خفيف لكنه ليس خطيرًا، وإلا لما كان هنا اليوم”.

وأضاف: “سنأخذ الوقت الكافي مع الطاقم الطبي لتقييم الوضع، ثم نرى كيف يتطور. ليس لدي أي معلومات أخرى في هذه المرحلة، حيث سيصل اللاعبون حوالي الساعة الرابعة مساءً، لذلك سوف نقيم الوضع حينها كالمعتاد”.

لكن خلف هذا التصريح الهادئ، يختبئ قلق تكتيكي حقيقي. فديشامب يعلم أن المجازفة بمبابي قد تكلفه غيابه لفترة أطول، لكنه أيضًا يدرك أن وجود كيليان في الملعب يغير كل شيء: من شكل الهجوم إلى ثقة اللاعبين.

⚖️ بين الحذر والمجازفة

ديشامب ليس مدربًا عاطفيًا، بل واقعيًا يعرف أن المجازفة بلاعب مصاب قد تكون مكلفة. لكنه أيضًا يدرك أن وجود مبابي في الملعب يغير كل شيء: من شكل الهجوم إلى ثقة اللاعبين.

لذلك، فإن قرار إشراك مبابي لن يكون فنيًا فقط، بل طبيًا ونفسيًا. هل يستطيع تحمل ضغط المباريات؟ هل يمكنه اللعب دون أن تتفاقم الإصابة؟ وهل يستحق الأمر المخاطرة في هذه المرحلة من التصفيات؟

🧠 مبابي التكتيكي: أكثر من مجرد هداف

منذ انطلاقته الدولية في مارس 2017، خاض مبابي 92 مباراة دولية، سجل خلالها 52 هدفًا وقدم 38 تمريرة حاسمة. هو ليس مجرد مهاجم، بل نقطة ارتكاز في منظومة ديشامب الهجومية.

وجوده يفتح المساحات، يربك الدفاعات، ويمنح زملاءه فرصًا أكبر للتسجيل. غيابه يعني تغييرًا في الرسم التكتيكي، وربما تراجعًا في الفاعلية الهجومية، خاصة أمام فرق تعتمد على التكتل الدفاعي مثل أذربيجان.

🔄 البدائل المحتملة: من يحمل الراية إذا غاب مبابي؟

في حال قرر ديشامب إراحة مبابي، فإن البدائل تشمل ماركوس تورام، أوليفييه جيرو، وراندال كولو مواني. لكن لا أحد منهم يملك نفس السرعة أو القدرة على الحسم الفردي.

تورام يملك القوة البدنية، وجيرو الخبرة، وكولو مواني السرعة، لكنهم جميعًا يحتاجون إلى لاعب مثل مبابي بجانبهم ليظهروا أفضل ما لديهم. وهنا، يصبح غياب كيليان تحديًا مضاعفًا.

📊 أرقام مبابي هذا الموسم: توهج ملكي

منذ انتقاله إلى ريال مدريد، سجل مبابي 14 هدفًا في جميع المسابقات، منها 9 في الدوري الإسباني، بمعدل 1.4 هدف في المباراة الواحدة. هذه الأرقام تعكس حالة فنية وذهنية مثالية، تجعل غيابه عن المنتخب خسارة كبيرة.

لكن ديشامب يعلم أن الأرقام لا تكفي إذا كان اللاعب غير جاهز بدنيًا. لذلك، فإن القرار النهائي سيُبنى على الفحوصات الطبية، وليس على الإحصائيات.

🧭 التصفيات الأوروبية: لا مجال للخطأ

منتخب فرنسا يستعد لمواجهتين مهمتين أمام أذربيجان وأيسلندا. الفوز فيهما يعني الاقتراب من التأهل المبكر، والخسارة قد تعيد الحسابات من جديد.

وجود مبابي في التشكيلة يمنح الفريق أفضلية واضحة، لكن ديشامب لا يريد أن يخسر قائده في مرحلة لاحقة بسبب المجازفة. لذلك، فإن إدارة الدقائق ستكون مفتاحًا مهمًا في هذه المرحلة.

🧪 المعسكر الفرنسي: بين العلاج والتحضير

المعسكر الحالي سيكون فرصة لتقييم حالة مبابي بدقة، وتجهيزه تدريجيًا للمشاركة. الطاقم الطبي سيعمل على تقوية الكاحل، وتخفيف الألم، بينما سيخضع اللاعب لتدريبات فردية قبل الانضمام الكامل للمجموعة.

هذا النهج يضمن عدم التسرع، ويمنح ديشامب مرونة في اتخاذ القرار النهائي قبل المباراة الأولى.

🎭 الضغط الإعلامي والجماهيري: هل يؤثر على القرار؟

الجماهير الفرنسية تنتظر رؤية مبابي في الملعب، خاصة بعد تألقه مع ريال مدريد. والإعلام يسلط الضوء على كل خطوة، وكل تصريح، ما يزيد من الضغط على ديشامب والطاقم الطبي.

لكن المدرب الفرنسي أثبت سابقًا أنه لا يخضع للضغوط، وأنه يضع مصلحة الفريق واللاعب فوق كل اعتبار. لذلك، فإن القرار سيكون مهنيًا بحتًا، بعيدًا عن العاطفة.

🧱 ديمبلي الغائب الآخر: غيابات مؤثرة في الهجوم

في الوقت الذي يُقيّم فيه ديشامب حالة مبابي، يغيب عثمان ديمبلي عن المعسكر بسبب إصابة في عضلة الفخذ، تعرض لها خلال مواجهة فرنسا وأوكرانيا في سبتمبر الماضي.

غياب ديمبلي يعني فقدان جناح سريع ومراوغ، ما يزيد من أهمية وجود مبابي في التشكيلة، لتعويض النقص في السرعة والاختراق.

🧬 ديشامب ومبابي: علاقة مبنية على الثقة

منذ انضمام مبابي إلى المنتخب، كان ديشامب دائمًا داعمًا له، يمنحه الحرية والثقة، ويعتمد عليه في اللحظات الحاسمة. هذه العلاقة تجعل من السهل التواصل بين الطرفين، واتخاذ القرار المناسب دون توتر.

مبابي نفسه يدرك أهمية الحفاظ على جاهزيته، وقد يطلب بنفسه عدم المشاركة إذا شعر بعدم الجاهزية، ما يعكس نضجه كلاعب وقائد.

🗺️ نظرة مستقبلية: كيف تؤثر هذه المرحلة على كأس العالم؟

القرارات التي تُتخذ الآن قد تؤثر على جاهزية مبابي في كأس العالم. لذلك، فإن ديشامب مطالب بالتفكير بعيدًا، وعدم التضحية بلاعبه الأهم من أجل نقاط قصيرة المدى.

الهدف ليس فقط التأهل، بل الوصول إلى البطولة بجاهزية كاملة، وبفريق متكامل، يستطيع المنافسة على اللقب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى