عودة ميليتاو: دفعة دفاعية حاسمة لريال مدريد قبل اختبار فياريال


في توقيت حساس من الموسم، وبين ضغوطات النتائج وتراكم الإصابات، تلقى ريال مدريد خبرًا سارًا بعودة مدافعه البرازيلي إيدير ميليتاو إلى التدريبات الجماعية، ليمنح مدربه تشابي ألونسو دفعة معنوية وفنية قبل المواجهة المرتقبة أمام فياريال في الجولة الثامنة من الدوري الإسباني.
مشهد العودة: من العيادة إلى فالديبيباس
بعد غياب دام لأسابيع إثر إصابة تعرض لها في ديربي مدريد أمام أتلتيكو، أنهى ميليتاو برنامجه العلاجي بنجاح، وشارك في الحصة التدريبية الأخيرة على أرضية فالديبيباس. عودته لم تكن مجرد خبر طبي، بل لحظة رمزية تعكس رغبة الفريق في النهوض من كبوة الهزيمة الثقيلة أمام أتلتيكو بنتيجة 5-2.
في ظل غياب أسماء دفاعية بارزة مثل روديغر، كارفاخال، ميندي وألكسندر أرنولد، تمثل عودة ميليتاو عنصرًا حيويًا في إعادة التوازن إلى الخط الخلفي، خاصة أن الفريق فقد صدارة الليغا لصالح برشلونة بفارق نقطة واحدة.
تشابي ألونسو: بين الرؤية والواقعية
منذ توليه قيادة ريال مدريد، أظهر تشابي ألونسو قدرة تكتيكية عالية، لكنه اصطدم بتحديات الإصابات وتذبذب المستوى. عودة ميليتاو تمنحه خيارًا دفاعيًا موثوقًا، خاصة في ظل اعتماده على الضغط العالي وبناء اللعب من الخلف.
ألونسو، الذي يُعرف بقراءته الدقيقة للمباريات، يدرك أن مواجهة فياريال تتطلب صلابة دفاعية واسترجاع للثقة، خصوصًا أن الغواصات الصفراء تملك خط هجوم سريع ومباغت بقيادة جيرارد مورينو وألكسندر سورلوث.
ميليتاو: أكثر من مجرد مدافع
إيدير ميليتاو ليس فقط مدافعًا صلبًا، بل هو قائد صامت في الخط الخلفي. يتميز بقدرته على التغطية، قراءة اللعب، والارتقاء في الكرات الهوائية. في الموسم الماضي، كان من أكثر اللاعبين اعتراضًا للكرات في الليغا، وساهم في بناء الهجمات من الخلف بنسبة تمريرات دقيقة تجاوزت 90%.
غيابه كشف هشاشة دفاع الملكي، وعودته الآن تمثل استعادة للهوية الدفاعية التي افتقدها الفريق في الأسابيع الأخيرة.
فياريال: اختبار حقيقي للعودة
مواجهة فياريال ليست مجرد مباراة عادية، بل اختبار حقيقي لمدى جاهزية ريال مدريد للعودة إلى سكة الانتصارات. الفريق الأصفر يحتل مركزًا متقدمًا ويقدم كرة هجومية منظمة، ويُعرف بقدرته على استغلال المساحات خلف الدفاع.
عودة ميليتاو ستساعد في تقليص تلك المساحات، وقيادة الخط الخلفي في مواجهة الضغط الهجومي المتوقع. كما أن وجوده يمنح الحارس تيبو كورتوا ثقة أكبر، ويعيد الانسجام إلى رباعي الدفاع.
التدريبات: إشارات تكتيكية
بحسب الموقع الرسمي للنادي، شهدت تدريبات ريال مدريد تقسيم اللاعبين إلى مجموعات صغيرة للتمرير والضغط، ثم تدريبات تكتيكية واختتمت بمواجهة مصغرة 8 ضد 8. هذه الحصص تعكس رغبة ألونسو في استعادة الانضباط التكتيكي، خاصة بعد الفوضى الدفاعية التي ظهرت أمام أتلتيكو.
عودة ميليتاو سمحت للمدرب بتجربة أكثر من رسم تكتيكي، بين 4-3-3 و3-5-2، مع إمكانية إشراكه كقلب دفاع أو مدافع أيمن في حال الضرورة.
الجماهير: تفاؤل مشوب بالحذر
ردود الفعل الجماهيرية حول عودة ميليتاو كانت إيجابية، لكنها مشوبة بالحذر. فالجمهور يدرك أن المشكلة ليست فقط في الإصابات، بل في التوازن العام للفريق. ومع ذلك، فإن وجود ميليتاو يعيد الأمل في تحسين الأداء الدفاعي، ويمنح الفريق فرصة للعودة إلى المنافسة على القمة.
الجماهير تنتظر من ألونسو أن يستثمر هذه العودة في بناء منظومة دفاعية أكثر صلابة، خاصة قبل الدخول في سلسلة مباريات صعبة تشمل الكلاسيكو ودوري الأبطال.
ألونسو في المؤتمر الصحفي: رسائل ضمنية
من المتوقع أن يظهر تشابي ألونسو في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، حيث سيُسأل عن جاهزية ميليتاو وخططه التكتيكية. تصريحات المدرب ستكون محط أنظار الصحافة والجماهير، خاصة أنه يُعرف بإرسال رسائل ضمنية حول الحالة النفسية للفريق.
عودة ميليتاو قد تُستخدم كرمز للنهضة، ورسالة بأن الفريق قادر على تجاوز الأزمات والعودة بقوة.
الأثر النفسي: ما وراء العودة
في كرة القدم، لا تقتصر أهمية اللاعبين على الأداء الفني فقط، بل تمتد إلى الأثر النفسي داخل غرفة الملابس. ميليتاو يُعتبر من الشخصيات المحبوبة بين زملائه، وعودته تعزز الروح الجماعية، وتمنح اللاعبين دفعة معنوية قبل المواجهات القادمة.
كما أن وجوده في التدريبات يعكس جدية الفريق في التحضير، ويعيد الانضباط إلى المجموعة، خاصة في ظل غياب بعض القادة مثل كارفاخال وروديغر.
الخلاصة: لحظة فارقة
عودة ميليتاو قبل مواجهة فياريال ليست مجرد حدث عابر، بل لحظة فارقة في موسم ريال مدريد. إنها فرصة لإعادة بناء الدفاع، واستعادة الثقة، والانطلاق نحو المنافسة من جديد.
تشابي ألونسو أمام تحدٍ كبير، لكن بوجود ميليتاو، يملك الآن ورقة رابحة قد تغير ملامح الفريق في الأسابيع القادمة.




