أخبار الدوريات

تشابي ألونسو: “الطرد لم يغير فقط المواجهة… بل كشف قلب فريقنا”

في غرفة الصحافة بعد انتصارٍ صعب، 2-1، على أرض “أنويتا”، لم يكن تشابي ألونسو يتحدث كمدرب يحتفل بفوز.
كان يتحدث كفيلسوف كرة قدم، يحلل لحظات لا تُرى بالعين، بل تُفهم بالقلب.

“هل كان الطرد عادلاً؟” سُئل.
أجاب بهدوء، دون حدة، لكن بكلمات تحمل وزنًا ثقيلًا:

“لم أكن مقتنعًا. ليس لأنني خسرت هدفًا أو نقطة، بل لأنني رأيت ما لم يره الحكم.”

وأضاف ببرودة تامة:

“دين هويسن تدخل. نعم. لكنه تدخل وهو يعلم أن ميليتاو قريب، وأن أويارزابال لم يكن يسيطر على الكرة — بل كان يحاول استقبالها. كانت هناك مساحة كبيرة، والكرة لم تكن تحت سيطرته. هذا ليس تدخّلًا يُستحق منه الطرد. هذا تدخل… يُستحق فيه تحذير.”

لم يهاجم الحكم. لم يشتكي. لكنه وضع السؤال أمام الجميع:

“إذا لم تكن الكرة تحت السيطرة، وإذا كان هناك دفاع متوازن، وإذا كان المهاجم لا يملك زاوية للتسديد… فما الذي يجعل هذا تهديدًا؟ هل نحن نعاقب النية… أم الفعل؟”

وأشار إلى أن الحديث مع الحكم بعد المباراة لم يُقنعه.
“شرح وجهة نظره. واحترمت ذلك. لكنني لم أُغيّر رأيي”.

🌪️ لكن الطرد لم يُنهِ حلم ريال مدريد… بل كشفه

في اللحظة التي خرج فيها هويسن، توقف العالم الخارجي عن التوقع.
لكن داخل الملعب، بدأ شيء آخر:
الفريق لم ينهار.
لم يختبئ.
لم يُصبح دفاعيًا خائفًا.

بل تحول.

“لعبنا 60 دقيقة بعشرة لاعبين. في ملعب صعب. ضد فريق يضغط بقوة. وسجلنا الهدف الثاني. ثم صمدنا. لماذا؟ لأن كل لاعب هنا يعرف أن الانتصار لا يُبنى بالعدد، بل بالروح.”

وأشار إلى أن الهدف الثاني — الذي جاء من تمريرة ذكية، وتسجيل رائع — لم يكن مجرد حلّ تكتيكي.

“كان رسالة: نحن لا ننتظر حتى يُسمح لنا باللعب. نحن نصنع الفرص… حتى عندما تكون الظروف ضدها.”

💬 “هويسن كان منزعجًا… لكنه شعر بالفخر”

أثنى ألونسو على دين هويسن، ليس فقط كلاعب، بل كإنسان:

“كان محطّمًا حين خرج. لكنه حين عاد إلى غرفة الملابس، ورأى الفريق ينتصر… ارتاح. لأن الهدف لم يكن أن يثبت أنه غير مذنب. بل أن يكون جزءًا من فريق لا يُهزم حتى عندما يُخصم أحد أعضائه.”

وأضاف بحنان:

“هذه مواقف تُعلّم. ليس فقط للاعب، بل للمدرب أيضًا. سنعمل على تجنبها. لكن لن نُخفيها. لأن الواقع، أحيانًا، أقسى من أي تدريب.”

👥 الجيش الصامت: من الكاستيا إلى القلب

مع غياب روديجر، لم يلجأ ألونسو إلى السوق.
اختار أن يعتمد على ما لديه — داخل الملعب، وفي المراكز الداخلية.

“أسينسيو، فران جارسيا، ألابا… كلهم كانوا أكثر من لاعبين. كانوا قادة.
ونفكر الآن في ألفارو من الكاستيا — شاب يحمل نفس الروح.
تشواميني، كاريراس… حتى لو لم يلعبوا، هم جزء من هذه الهوية.”

وأكد أن التوازن الدفاعي لم يُبنى بالجاهزية، بل بالـالثقة.

“عندما تشعر أنك مطلوب، أنك مُقدّر… فأنت تلعب بعقل وأكثر من قدم.”

🎭 تكريمٌ يلامس الروح

وفي نهاية المؤتمر، تحوّل الحديث من التكتيك إلى الإنساني.
حين تحدث عن مدرب سوسيداد، سيرخيو فرانسيسكو، لم يُقل إنه “جيد”.
قال:

“هم يستحقون نقاطًا أكثر. فريقهم يلعب بذكاء، بحماس، بروح.
وسيرخيو… مدرب ممتاز. لا أعرف كيف يفعل ما يفعله.”

ثم أضاف بصوت خافت، كأنه يهمس لنفسه:

“وأنا أتذكر أول من آمن بي… جون توشاك. اليوم، حين رأيته يُكرم في المدرجات، شعرت أنني لم أكن مجرد لاعب. كنت جزءًا من شيء أكبر.”


✨ الخلاصة:

تشابي ألونسو لم يُدافع عن لاعبه.
دافع عن معنى العدالة في كرة القدم.
لم يشكِ في الحكم.
سأل: هل نحن نلعب بقوانين… أم بوعي؟
لم يفتخر بالفوز.
أظهر أن الانتصار الحقيقي لا يُقاس بالأهداف، بل بالصمود حين يُطلب منك أن تلعب بعشرة، بينما العالم يظن أنك انتهيت.

هذا ليس تدريبًا.
هذا قيادة.

وريال مدريد، في عهد ألونسو، لم يعد يبحث فقط عن اللقب.
بل يبني فلسفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى