أخبار

من سيكون مَلِكَ كرة القدم في 2025؟ تحليل شامل للمرشحين والأداء والحظوظ

بينما لا تزال أصداء موسم 2023-2024 تتردد في أروقة الملاعب والصحف، يبدأ عشاق كرة القدم بالتساؤل: من سيحمل لقب الكرة الذهبية في عام 2025؟ جائزةٌ تُمنح سنويًا لأفضل لاعب في العالم، وفقًا لتصويت الصحفيين الدوليين، وتُعدّ تتويجًا لأداءٍ مذهلٍ على مدار عام كامل، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

لكن قبل الغوص في التوقعات، يجب أن نضع في الاعتبار أن الكرة الذهبية لعام 2025 ستُمنح بناءً على الأداء خلال الفترة من أغسطس 2024 إلى يوليو 2025 — أي موسم 2024-2025 بأكمله، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية 2025، وكأس الأمم الأوروبية “يورو 2024” التي ستقام في صيف 2024، والتي قد تُحدث فارقًا كبيرًا في التصويت.


لماذا لا نستطيع التنبؤ بدقة؟

لأن كرة القدم لعبةٌ لا تُقاس بالحسابات وحدها. قد يكون اللاعب الأفضل تقنيًا، لكنه يغيب عن الأضواء بسبب إصابة، أو يخسر نهائيًا حاسمًا، أو يلعب في فريق لا يحقق البطولات. والعكس صحيح: لاعبٌ أقل موهبةً قد يخطف الأنظار بتسجيل هدفٍ حاسمٍ في نهائي أو بقيادة منتخبه لبطولة كبرى.

كما أن عوامل مثل “الكاريزما الإعلامية”، و”التأثير التسويقي”، و”الانتماء لنادٍ كبير” تلعب دورًا — للأسف — في التصويت أحيانًا، رغم أن المعايير الرسمية تركز على الأداء والإنجازات.


المرشحون الأبرز للفوز بالكرة الذهبية 2025

1. إيرلينغ هالاند (مانشستر سيتي / النرويج)

إذا استمر على نفس الوتيرة القاتلة في التهديف، فلن يكون هناك من ينافسه. هالاند ليس مجرد هداف، بل آلة تهديف تُغيّر مسار المباريات بلمح البصر. في موسم 2023-2024، حطم أرقامًا قياسية في الدوري الإنجليزي، وقاد مانشستر سيتي للتتويج بالثنائية المحلية، ووصل لنهائي دوري الأبطال.

في 2024-2025، إذا قاد فريقه للفوز بدوري الأبطال مجددًا، أو حتى كأس العالم للأندية، مع استمرار معدل تهديفه الخارق، فسيكون الأوفر حظًا. نقطة ضعفه الوحيدة؟ مشاركته المحدودة مع المنتخب النرويجي في البطولات الكبرى، ما قد يقلل من “القصة البطولية” التي يحبها الناخبون.

2. جود بيلينغهام (ريال مدريد / إنجلترا)

صاعقةٌ شابةٌ غيّرت موازين القوة في ريال مدريد منذ وصوله. بيلينغهام لم يأتِ ليملأ مركزًا، بل ليُعيد تعريفه. تهديفه، حركته، ذكاؤه التكتيكي، وقيادته وهو في العشرين من عمره، جعلته نجم الموسم في إسبانيا.

إذا واصل هذا المستوى، وساهم في فوز ريال مدريد بدوري الأبطال أو الدوري الإسباني، وقاد إنجلترا لتحقيق لقب يورو 2024 — فسيكون مرشحًا قويًا جدًا. الناخبون يحبون القصص المُلهمة، وبيلينغهام يملك كل مقوماتها: الشباب، الموهبة، التأثير، والكاريزما.

3. كيليان مبابي (باريس سان جيرمان → ريال مدريد؟ / فرنسا)

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يُحسم انتقال مبابي إلى ريال مدريد رسميًا، لكن كل المؤشرات تقول إنه سيحدث. هذا الانتقال وحده قد يُغيّر خريطة التصويت.

مبابي يملك كل شيء: السرعة، التهديف، الخبرة، والبطولات. إذا فاز بكأس العالم للأندية مع ريال مدريد، وقاد فرنسا للفوز بيورو 2024 — فسيكون التتويج منطقيًا. لكن إن فشل في التأقلم مع ريال، أو خرج مبكرًا من البطولات، فقد يخسر فرصته.

4. فينيسيوس جونيور (ريال مدريد / البرازيل)

النجم البرازيلي صعد بقوة في السنوات الأخيرة، وأصبح اللاعب الأكثر تأثيرًا في ريال مدريد بعد رحيل بنزيما. مراوغاته، تمريراته الحاسمة، وأهدافه في المباريات الكبيرة، جعلته مرشحًا دائمًا.

لكن فينيسيوس يحتاج لخطوة إضافية: أن يصبح “القائد” لا “النجم”. إذا قاد ريال مدريد للفوز بدوري الأبطال، وسجل في النهائي، وتألق مع البرازيل في كوبا أمريكا 2024 — فسيكون في الصدارة.

5. هاري كين (بايرن ميونخ / إنجلترا)

الهداف التاريخي للبريميرليغ، الذي انتقل إلى بايرن ميونخ بحثًا عن البطولات الأوروبية. كين يحتاج للفوز بدوري الأبطال مع بايرن، ولقيادة إنجلترا للفوز بيورو 2024، ليُقنع الناخبين بأنه يستحق الكرة الذهبية بعد سنوات من الترشيحات دون تتويج.

إذا نجح في ذلك، فسيكون تتويجه “قصة نجاح متأخرة” مؤثرة جدًا.


المفاجآت المحتملة

رودري (مانشستر سيتي / إسبانيا)

لاعب الوسط الأسباني الذي يُعتبر “عقل” مانشستر سيتي. إذا واصل تألقه، وفاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، وقاد إسبانيا للفوز بيورو 2024 — فقد يُحدث مفاجأة. الناخبون بدأوا يقدّرون لاعبي الوسط أكثر، خاصة بعد تتويج مودريتش عام 2018.

جابرييل مارتينيلي أو بوكايو ساكا (آرسنال / البرازيل وإنجلترا)

إذا قاد آرسنال للفوز بالدوري الإنجليزي أو دوري الأبطال، وتألق أحدهما بشكل خاص — فقد يدخل دائرة الترشيح. خاصة إذا كان أداؤه حاسمًا في يورو 2024.

لاعب من خارج أوروبا؟

نادرًا ما يحدث، لكن لو تألق لاعب مثل فيكتور أوسيمين (السنغال/نابولي) أو محمد صلاح (مصر/ليفربول) بشكل استثنائي، وفاز ببطولة كبرى مع منتخبه — فقد يُغيّر المعادلة. صلاح على وجه الخصوص، إذا فاز بلقب هداف أوروبا، وقاد ليفربول للفوز بدوري الأبطال، وتألق في كأس الأمم الأفريقية 2025 — فقد يُعاد اعتباره.


عوامل حاسمة في السباق

  1. كأس الأمم الأوروبية 2024 (يونيو-يوليو 2024):
    بطولةٌ تُقام كل أربع سنوات، وغالبًا ما تكون حاسمة في منح الكرة الذهبية. تألق لاعب في اليورو — خاصة إذا فاز بمنتخبه — يُعطيه دفعة هائلة.
  2. دوري أبطال أوروبا 2024-2025:
    البطولة الأهم على مستوى الأندية. الفائز بها — خاصة إذا كان له دور حاسم — يحظى بأفضلية كبيرة.
  3. كأس العالم للأندية 2025 (النسخة الجديدة):
    لأول مرة، ستقام نسخة موسعة من كأس العالم للأندية في صيف 2025، بمشاركة 32 فريقًا. قد تكون فرصة ذهبية للاعبين من خارج أوروبا لإثبات أنفسهم.
  4. الإصابات والحظ:
    إصابة في التوقيت الخطأ قد تُنهي حلم الكرة الذهبية. والعكس، قد يمنح لاعبًا فرصة غير متوقعة للتألق.

سيناريوهات محتملة

  • إذا فازت إنجلترا باليورو 2024:
    المرشح الأقوى سيكون جود بيلينغهام أو هاري كين — حسب من يكون الأكثر تأثيرًا.
  • إذا فازت فرنسا باليورو 2024:
    مبابي سيكون في الصدارة، خاصة إذا انتقل لريال مدريد وتألق معه في النصف الثاني من العام.
  • إذا فازت إسبانيا باليورو 2024:
    رودري أو فينيسيوس سيكونان في دائرة الضوء.
  • إذا فاز مانشستر سيتي بدوري الأبطال 2025:
    هالاند سيكون الأقرب، إلا إذا تفوّق عليه دي بروين أو رودري بأداء خارق.
  • إذا فاز ريال مدريد بكل شيء:
    فينيسيوس أو بيلينغهام — حسب من يكون نجم الفريق.

خلاصة: من يملك أفضل فرصة؟

حتى الآن، جود بيلينغهام هو الأوفر حظًا، لأنه يجمع بين:

  • التألق الفردي.
  • اللعب في نادٍ عظيم (ريال مدريد).
  • قيادة منتخب قوي (إنجلترا) في بطولة كبرى (يورو 2024).
  • عمر صغير يثير الإعجاب.
  • قصة انتقالٍ ناجحةٍ من دورتموند لريال مدريد.

لكن إيرلينغ هالاند يبقى الخطر الأكبر، لأنه ببساطة… لا يتوقف عن التهديف. وإذا أضاف لقب دوري الأبطال وكأس العالم للأندية، فسيكون من الصعب إيقافه.

أما مبابي، فهو اللاعب الوحيد القادر على “خطف” الجائزة حتى لو لم يفز بكل شيء، فقط لأنه مبابي.


كلمة أخيرة

الكرة الذهبية ليست جائزة “الأفضل فنيًا”، بل “الأكثر تأثيرًا وإنجازًا في العام”. لذلك، لا تراهن على الموهبة وحدها، بل على البطولات، اللحظات الحاسمة، والقصص التي تُحرّك المشاعر.

في 2025، قد نشهد تتويجًا متوقعًا… أو مفاجأة من العيار الثقيل. لأن كرة القدم، كما عودتنا، لا تُكتب نتائجها إلا عندما تُطلق الصافرة النهائية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى