تألق لا يُقاوم يمنح نجم ليفربول لقب لاعب الجولة في البريميرليغ


المقالة:
في كل جولة من جولات الدوري الإنجليزي الممتاز، تبرز أسماء وتخفت أخرى، لكن حين يتألق نجم ليفربول بهذا الشكل اللافت، لا يمكن إلا أن تتجه إليه الأنظار، ويُمنح لقب لاعب الجولة عن جدارة. الجولة السادسة من البريميرليغ شهدت أداءً استثنائيًا من النجم المصري محمد صلاح، الذي قاد فريقه لانتصار مهم، وترك بصمة فنية وأرقامًا جعلته يتفوق على جميع منافسيه في هذه المرحلة.
صلاح، الذي اعتاد على التألق في الملاعب الإنجليزية منذ انضمامه إلى ليفربول في 2017، أثبت مرة أخرى أنه ليس مجرد هداف، بل لاعب متكامل يجمع بين الذكاء، السرعة، الحسم، والروح القيادية. في هذه الجولة، كان حاسمًا في كل لحظة، سواء في صناعة اللعب أو التسجيل، ليحصد إشادة واسعة من الجماهير والنقاد على حد سواء.
أداء فني من طراز رفيع
في المباراة التي جمعت ليفربول بنظيره وست هام يونايتد على ملعب أنفيلد، قدّم صلاح أداءً استثنائيًا، حيث سجل هدفًا وصنع آخر، وكان مصدر الخطورة الدائم على دفاعات الخصم. تحركاته بين الخطوط، تمريراته الدقيقة، وقدرته على خلق المساحات، جعلت منه العنصر الأبرز في المباراة.
الهدف الذي سجله جاء من ركلة جزاء نفذها بثقة، بينما صنع الهدف الثاني بتمريرة ذكية إلى داروين نونيز، الذي حولها إلى الشباك ببراعة. صلاح لم يكتفِ بالأرقام، بل قدّم أداءً جماعيًا، ساعد في الضغط العالي، واسترجاع الكرة، وتوجيه زملائه داخل الملعب.
الأرقام تتحدث
إحصائيًا، كان صلاح الأفضل في الجولة السادسة. سجل هدفًا، صنع هدفًا، نفذ 4 تمريرات مفتاحية، وبلغت نسبة دقة تمريراته 91%. كما حصل على تقييم 9.2 من 10، وهو الأعلى بين جميع لاعبي الجولة، متفوقًا على أسماء مثل بوكايو ساكا، فيل فودين، وجيمس ماديسون.
هذه الأرقام تؤكد أن صلاح لا يزال في قمة عطائه، وأنه قادر على تقديم مستويات عالية باستمرار، رغم مرور سنوات على وجوده في الدوري الإنجليزي.
ردود فعل الجماهير
الجماهير الحمراء لم تتأخر في التعبير عن فخرها بنجمها الأول، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور صلاح، وتعليقات تحتفي بأدائه، وتصفه بأنه “ملك أنفيلد”، و”اللاعب الذي لا يُقارن”. حتى جماهير الفرق المنافسة أبدت احترامها لما يقدمه، معتبرة أن صلاح يُجسد نموذج اللاعب المحترف، الذي يجمع بين الأخلاق والمهارة.
الصحافة البريطانية أيضًا أشادت بأدائه، حيث عنونت صحيفة “ديلي ميل”: “صلاح يقود ليفربول بانسيابية وذكاء”، بينما كتبت “ذا أثلتيك”: “لاعب الجولة بلا منازع.. صلاح يواصل كتابة التاريخ”.
كلوب يعلّق
يورغن كلوب، مدرب ليفربول، عبّر عن سعادته بأداء صلاح، وقال في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: “صلاح لاعب لا يُصدق. ليس فقط لأنه يسجل ويصنع، بل لأنه يلعب من أجل الفريق. هو قائد حقيقي، ويمنحنا الثقة في كل مباراة.”
وأضاف: “حين يكون صلاح في حالته، يصعب على أي فريق إيقافنا. هو يعرف متى يتحرك، ومتى يمرر، ومتى يضغط. إنه لاعب من طراز عالمي.”
صلاح.. أكثر من مجرد هداف
ما يميز صلاح في هذا الموسم، هو تطوره في صناعة اللعب، حيث أصبح أكثر ميلًا للتمرير وصناعة الفرص، دون أن يفقد حسه التهديفي. هذا التوازن جعله أكثر خطورة، وأكثر تأثيرًا في منظومة ليفربول، التي تعتمد على التحولات السريعة، والضغط الجماعي.
صلاح بات يلعب دورًا مزدوجًا: جناح وصانع لعب، ما يمنح الفريق مرونة تكتيكية، ويصعب مهمة المدافعين في مراقبته. هذا التطور يعكس نضجه الفني، وقدرته على التكيف مع متطلبات الفريق، ومع تغيرات الدوري الإنجليزي.
السباق نحو القمة
بفضل هذا الفوز، ارتقى ليفربول إلى المركز الثاني في جدول الترتيب، خلف مانشستر سيتي، بفارق نقطتين فقط. الفريق يبدو أكثر تماسكًا هذا الموسم، خاصة بعد تدعيم خط الوسط بلاعبين مثل سوبوسلاي وماك أليستر، ما منح صلاح حرية أكبر في التحرك، وصناعة اللعب.
الجولة القادمة ستكون اختبارًا جديدًا، حيث يواجه ليفربول خصمًا عنيدًا خارج ملعبه، لكن الجماهير تأمل أن يستمر صلاح في تألقه، ويقود الفريق نحو الصدارة.
خاتمة
اختيار محمد صلاح لاعب الجولة في البريميرليغ لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة طبيعية لأداء استثنائي، يجمع بين الأرقام، التأثير، والروح القيادية. اللاعب الذي أصبح رمزًا للنجاح في ليفربول، يواصل كتابة فصول جديدة من المجد، ويؤكد في كل مباراة أنه لا يزال في قمة عطائه.
وفي ظل المنافسة الشرسة على لقب الدوري، يبقى صلاح عنصرًا حاسمًا، وقائدًا لا يُستغنى عنه، ونجمًا يضيء سماء البريميرليغ، بكل جولة، وكل تمريرة، وكل هدف.




