المقالة:
في خطوة منتظرة من جماهيره، أعلن نادي برشلونة الإسباني رسميًا عن اختيار ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي” المعروف باسم مونتجويك، ليكون مسرحًا لمواجهته المرتقبة أمام ريال سوسيداد ضمن منافسات الدوري الإسباني لموسم 2025. القرار جاء ليضع حدًا للتكهنات التي دارت حول إمكانية نقل المباراة إلى ملعب آخر، أو تأجيلها بسبب أعمال التجديد المستمرة في كامب نو، مع اقتراب موعد إعادة افتتاحه.
الملعب الأولمبي في قلب الأحداث
مونتجويك، الذي أصبح الملعب المؤقت لبرشلونة منذ بداية مشروع تجديد كامب نو، أثبت خلال الأشهر الماضية قدرته على احتضان المباريات الكبرى، رغم اختلافه عن الأجواء المعتادة في معقل النادي التاريخي. ورغم بعض التحفظات الجماهيرية في البداية، إلا أن الفريق نجح في تحويله إلى حصن شبه منيع، حيث حقق نتائج إيجابية على أرضه، وخلق أجواء تنافسية مميزة.
اختيار هذا الملعب لمواجهة ريال سوسيداد يعكس ثقة الإدارة في جاهزيته، خاصة أن المباراة تُعد من أبرز مواجهات الجولة، نظرًا لقوة الخصم، وتاريخ اللقاءات بين الفريقين.
أسباب اختيار مونتجويك
بحسب بيان النادي، فإن اختيار ملعب مونتجويك جاء بعد مراجعة فنية ولوجستية، حيث تم التأكد من جاهزية أرضية الملعب، وسعة المدرجات، ونظام الأمن، إلى جانب توافقه مع متطلبات رابطة الليغا. كما أشار البيان إلى أن نقل المباراة إلى ملعب آخر كان سيؤثر على البرنامج الزمني للفريق، ويُربك استعداداته للمباريات التالية.
الإدارة أكدت أيضًا أن الجماهير ستتمكن من حضور المباراة بشكل طبيعي، مع توفير تسهيلات إضافية في النقل والمرافق، لضمان تجربة مريحة ومتكاملة.
ردود فعل الجماهير
الجماهير الكتالونية تفاعلت مع الإعلان بشكل متباين، حيث عبّر البعض عن ارتياحه لاستمرار اللعب في مونتجويك، خاصة بعد التعود على أجوائه، بينما تمنّى آخرون لو كانت المباراة في كامب نو، الذي يحمل رمزية خاصة في المواجهات الكبرى.
على منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت تعليقات تحتفي بالقرار، وتدعو إلى تحويل الملعب المؤقت إلى نقطة قوة، خاصة أن الفريق ينافس على صدارة الدوري، ويحتاج إلى كل نقطة ممكنة.
تشافي يعلّق
مدرب الفريق تشافي هيرنانديز علّق على القرار في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة، وقال: “مونتجويك أصبح بيتنا المؤقت، ونحن نعرف كيف نلعب فيه. الجماهير كانت رائعة في دعمنا، وسنحتاج إليهم أمام خصم قوي مثل ريال سوسيداد.”
وأضاف: “نحن نحترم سوسيداد كثيرًا، فهم يقدمون كرة قدم جميلة، ويملكون لاعبين مميزين. المباراة ستكون صعبة، لكننا مستعدون، وسنقاتل من أجل الفوز.”
أهمية المباراة في سباق الليغا
مواجهة برشلونة وريال سوسيداد تأتي في توقيت حساس من الموسم، حيث يحتل الفريق الكتالوني المركز الثاني خلف ريال مدريد بفارق نقطتين فقط، بينما يتواجد سوسيداد في المركز الخامس، ويطمح إلى الاقتراب من المربع الذهبي.
الفوز في هذه المباراة يُعد ضروريًا لبرشلونة، خاصة أنه سيمنحه دفعة معنوية قبل مواجهات أكثر صعوبة في دوري الأبطال وكأس الملك. كما أن الخسارة أو التعادل قد يُربك حسابات الفريق، ويمنح المنافسين فرصة لتوسيع الفارق.
التشكيل المتوقع
من المتوقع أن يدخل برشلونة المباراة بتشكيلة هجومية، تضم لامين يامال، فيران توريس، وروبرت ليفاندوفسكي في الخط الأمامي، مع دعم من جواو فيليكس في صناعة اللعب. خط الوسط سيشهد تواجد جافي، دي يونغ، وإلكاي غوندوغان، بينما يقود الدفاع أراوخو وكريستنسن، مع تير شتيغن في حراسة المرمى.
أما ريال سوسيداد، فيعتمد على أسلوب الضغط العالي، والتمريرات القصيرة، بقيادة ميكيل أويارزابال، وبرايس مينديز، مع وجود تاكيفوسا كوبو كعنصر مفاجأة في الهجوم.
مونتجويك.. بين التاريخ والواقع
الملعب الأولمبي مونتجويك يحمل تاريخًا طويلًا، حيث استضاف دورة الألعاب الأولمبية عام 1992، وكان مقرًا لإسبانيول سابقًا. ورغم أنه لا يحمل نفس الرمزية التي يتمتع بها كامب نو، إلا أن برشلونة نجح في تكييفه ليكون منصة تنافسية، خاصة بعد تحديث مرافقه، وتحسين أرضيته.
الجماهير بدأت تتأقلم مع أجوائه، وخلقت طقوسًا جديدة في المدرجات، ما ساعد الفريق على الحفاظ على توازنه، رغم الغياب المؤقت عن ملعبه التاريخي.
خاتمة
برشلونة يواصل التكيف مع واقعه المؤقت، ويُثبت أن النجاح لا يرتبط فقط بالمكان، بل بالإرادة، والتنظيم، والدعم الجماهيري. اختيار ملعب مونتجويك لمواجهة ريال سوسيداد يُعد خطوة منطقية، تعكس ثقة النادي في قدرته على تجاوز التحديات، وتحقيق الانتصارات، حتى يعود إلى كامب نو بحلته الجديدة.
وفي انتظار صافرة البداية، تبقى الجماهير على موعد مع مواجهة مثيرة، تجمع بين الطموح، التاريخ، والتحدي، في قلب مدينة برشلونة.
