قرار الاتحاد الأوروبي يعيد كييزا إلى الواجهة ويمنحه فرصة لإثبات الذات


في خطوة مفاجئة تحمل في طياتها الكثير من الأمل، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) قرارًا جديدًا يتعلق بتعديل لوائح تسجيل اللاعبين في البطولات القارية، وهو القرار الذي فتح الباب أمام النجم الإيطالي فيديريكو كييزا لاستعادة مكانته على الساحة الأوروبية، بعد فترة من التراجع بسبب الإصابات والتغييرات التكتيكية في يوفنتوس.
القرار الذي يسمح للأندية بإجراء تعديلات إضافية على قوائمها خلال مراحل متقدمة من دوري الأبطال والدوري الأوروبي، جاء في توقيت مثالي بالنسبة لكييزا، الذي كان خارج حسابات المدرب في المباريات الأوروبية الأخيرة، لكنه الآن أمام فرصة جديدة للعودة إلى الواجهة، والمساهمة في مشوار فريقه القاري.
كييزا.. من الإشراق إلى الغياب
منذ تألقه اللافت في يورو 2020، حيث ساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب الإيطالي باللقب، بات كييزا أحد أبرز الأسماء في الكرة الأوروبية. سرعته، قدرته على المراوغة، وحسمه في الثلث الأخير من الملعب جعلته عنصرًا لا غنى عنه في يوفنتوس والمنتخب الوطني.
لكن سلسلة من الإصابات، أبرزها تمزق في الرباط الصليبي، أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، وأثرت على جاهزيته البدنية والفنية. ومع عودة الفريق إلى المنافسة الأوروبية، وجد كييزا نفسه خارج القائمة، في ظل اعتماد المدرب على عناصر أكثر جاهزية، مثل دوسان فلاهوفيتش، ومويز كين، ومانويل لوكاتيلي.
قرار اليويفا.. فرصة ذهبية
القرار الجديد الذي يسمح للأندية بإضافة لاعبين إلى قوائمها في مراحل خروج المغلوب، جاء ليمنح كييزا فرصة للعودة، خاصة أن يوفنتوس يُعاني من نقص في الخيارات الهجومية، ويحتاج إلى لاعب يملك خبرة أوروبية، وقدرة على الحسم في المباريات الكبرى.
المدرب ماسيميليانو أليغري علّق على القرار بقوله: “لدينا الآن فرصة لإعادة تقييم بعض الأسماء. كييزا يتدرب بشكل جيد، ويُظهر رغبة كبيرة في العودة. القرار يمنحنا مرونة، وسنستفيد منها بأفضل شكل ممكن.”
ردود فعل الجماهير
الجماهير الإيطالية، وخاصة مشجعي يوفنتوس، تفاعلت مع القرار بشكل إيجابي، حيث عبّر كثيرون عن أملهم في رؤية كييزا يعود إلى مستواه، ويُساهم في قيادة الفريق نحو الأدوار النهائية. البعض اعتبر أن كييزا هو اللاعب القادر على صنع الفارق في المباريات الحاسمة، خاصة أنه يملك شخصية قوية، ولا يخشى المواجهات الكبرى.
على منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت صور وفيديوهات لكييزا من أيام تألقه في اليورو، مع تعليقات تحتفي بعودته المحتملة، وتدعو له بالتوفيق في المرحلة القادمة.
كييزا يتحدث
في أول تعليق له بعد القرار، قال كييزا: “أنا ممتن لهذه الفرصة، وسأبذل كل جهدي لأكون جاهزًا. اللعب في أوروبا يعني الكثير لي، وأريد أن أُثبت أنني قادر على العودة أقوى مما كنت.”
وأضاف: “الإصابات جزء من اللعبة، لكنني تعلمت منها الكثير. الآن، أركز على العمل، وعلى تقديم الأفضل للفريق والجماهير.”
هذا التصريح يعكس عقلية اللاعب، واستعداده للتحدي، وهو ما يُعد عنصرًا مهمًا في نجاحه داخل منظومة يوفنتوس التي تعتمد على الانضباط، والالتزام، واللعب الجماعي.
المدرب في موقف تكتيكي جديد
قرار اليويفا لا يمنح كييزا فرصة فقط، بل يضع المدرب أليغري أمام تحدٍ تكتيكي جديد، حيث عليه أن يُعيد دمج اللاعب في المنظومة، دون التأثير على التوازن الذي حققه الفريق في المباريات الأخيرة. كييزا يُجيد اللعب كجناح، لكنه أيضًا قادر على التوغل كمهاجم ثانٍ، ما يمنح المدرب خيارات متعددة، خاصة في المباريات التي تحتاج إلى حلول هجومية غير تقليدية.
أليغري يُعرف بمرونته التكتيكية، وقدرته على توظيف اللاعبين في مراكز مختلفة، وهو ما قد يُساعد كييزا على العودة تدريجيًا، دون الضغط عليه بدنيًا أو ذهنياً.
المنتخب الوطني يراقب
عودة كييزا إلى المشاركة الأوروبية لا تهم يوفنتوس فقط، بل تُعد خبرًا سارًا للمدرب لوتشيانو سباليتي، الذي يُجهز المنتخب الإيطالي لخوض تصفيات كأس العالم، ويحتاج إلى عناصر هجومية قادرة على صناعة الفارق. كييزا، إذا استعاد مستواه، سيكون أحد أعمدة المنتخب، خاصة في ظل غياب أسماء مثل إنسيني وبيلوتي عن المشهد الدولي.
الصحافة تتفاعل
الصحافة الإيطالية تناولت القرار باهتمام، حيث عنونت “لا غازيتا ديلو سبورت”: “كييزا يعود من الباب الأوروبي”، بينما كتبت “كوريري ديلو سبورت”: “فرصة جديدة لنجم الأزوري.. هل يستغلها؟”. بعض المحللين اعتبروا أن القرار يُعيد التوازن إلى قائمة يوفنتوس، ويمنح الفريق عنصرًا هجوميًا كان يفتقده في المباريات الحاسمة.
خاتمة
قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بفتح باب التعديلات على قوائم الفرق في البطولات القارية جاء ليمنح فيديريكو كييزا فرصة جديدة، بعد فترة من الغياب والتحديات. وبين جاهزية اللاعب، ورؤية المدرب، وتفاعل الجماهير، تبدو المرحلة القادمة حاسمة في مسيرة نجم واعد، يسير بخطى ثابتة نحو استعادة المجد.




