تيباس ينتقد تجاهل يامال في سباق الكرة الذهبية ويصفه بالحرمان غير العادل


المقالة:
في تصريح أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الرياضية والإعلامية، عبّر خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، عن استيائه من غياب النجم الشاب لامين يامال عن قائمة المرشحين النهائية لجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، معتبرًا أن اللاعب “حُرم من الجائزة” رغم ما قدمه من مستويات استثنائية خلال الموسم المنصرم. تيباس، المعروف بمواقفه الصريحة والداعمة للمواهب المحلية، لم يُخفِ غضبه من تجاهل يامال، واعتبر أن المعايير المعتمدة لا تعكس الواقع الفني داخل الملاعب.
تصريح تيباس جاء خلال مقابلة تلفزيونية على هامش مؤتمر تطوير كرة القدم الإسبانية، حيث تطرق إلى عدة ملفات، أبرزها مستقبل الليغا، وتقييمه لأداء النجوم الصاعدين، وفي مقدمتهم يامال، الذي يُعد أحد أبرز اكتشافات برشلونة في السنوات الأخيرة.
تيباس: يامال يستحق التقدير
قال تيباس في تصريحاته: “لامين يامال قدّم موسمًا لا يُصدق، سواء على مستوى الأداء الفردي أو تأثيره الجماعي. أن يُستبعد من قائمة الكرة الذهبية هو أمر غير مفهوم. نحن لا نتحدث عن لاعب واعد فقط، بل عن نجم حقيقي يُغيّر مجريات المباريات، ويُقدّم كرة قدم ناضجة تفوق عمره.”
وأضاف: “إذا لم يُكافأ لاعب مثل يامال، فمتى تُمنح الجائزة لمن يستحقها؟ هناك خلل واضح في المعايير، ويجب إعادة النظر في طريقة التقييم، خاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبين صاعدين يُثبتون أنفسهم في أصعب الظروف.”
أرقام يامال تتحدث
لامين يامال، الذي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، شارك في أكثر من 40 مباراة مع برشلونة خلال موسم 2024–2025، سجل خلالها 15 هدفًا، وصنع 12، وكان عنصرًا حاسمًا في العديد من المواجهات الكبرى، بما في ذلك الكلاسيكو، ومباريات دوري الأبطال. كما تألق مع المنتخب الإسباني، وساهم في تأهله إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث سجل هدفًا وصنع آخر في نصف النهائي.
هذه الأرقام، إلى جانب تأثيره الفني في أسلوب لعب الفريق، جعلت منه أحد أبرز الأسماء في أوروبا، ورشّحه كثير من المحللين ليكون ضمن قائمة الكرة الذهبية، إن لم يكن منافسًا على اللقب نفسه.
ردود فعل الجماهير
الجماهير الكتالونية والإسبانية تفاعلت بقوة مع تصريحات تيباس، حيث عبّر كثيرون عن دعمهم الكامل ليامال، واعتبروا أن تجاهله يُعد استمرارًا لسلسلة من الظلم الذي يتعرض له اللاعبون الشباب في الجوائز الفردية. البعض أشار إلى أن الإعلام الأوروبي يركز على أسماء معينة، ويتجاهل الأداء الفعلي داخل الملعب.
على منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت حملات تطالب بإنصاف يامال، وتُشيد بما قدمه خلال الموسم، مع مقارنات بينه وبين بعض المرشحين الذين لم يقدموا نفس المستوى، لكنهم حظوا بترشيحات بسبب الشعبية أو الانتماء لأندية معينة.
الصحافة تُحلل
الصحافة الإسبانية تناولت تصريحات تيباس باهتمام، حيث عنونت “ماركا”: “تيباس يُدافع عن يامال ويُهاجم الكرة الذهبية”، بينما كتبت “سبورت”: “رئيس الليغا غاضب من تجاهل نجم برشلونة الصاعد”. بعض المحللين اعتبروا أن تيباس يُحاول تسليط الضوء على المواهب المحلية، في مواجهة الهيمنة الإعلامية للأندية الكبرى خارج إسبانيا.
في المقابل، رأى آخرون أن تصريحات تيباس تحمل طابعًا سياسيًا، خاصة أنه يسعى دائمًا إلى تعزيز صورة الليغا كمنافس قوي للدوريات الأخرى، ويُوظف النجوم الصاعدين كأدوات دعائية لهذا الهدف.
يامال يرد بهدوء
في أول تعليق له على تصريحات تيباس، قال يامال: “أنا ممتن للدعم، لكنني لا أركز على الجوائز الفردية. هدفي هو التطور، ومساعدة فريقي ومنتخب بلادي. الكرة الذهبية حلم، لكن الطريق إليها طويل، وأنا في بدايته.”
هذا الرد الهادئ يعكس شخصية يامال المتزنة، ويؤكد أنه لا يسعى للجدل، بل يفضل الرد داخل الملعب، بالأداء والأرقام.
المدربون يُشيدون
تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، علّق على الجدل بقوله: “لامين لاعب استثنائي، ويملك عقلية ناضجة. نحن نؤمن به، ونعرف أنه سيكون من بين الأفضل في العالم قريبًا. الجوائز مهمة، لكنها لا تُحدد قيمة اللاعب بالكامل.”
كما أشار مدرب المنتخب الإسباني، لوتشيانو سباليتي، إلى أن “يامال يُجسد الجيل الجديد من اللاعبين الذين يجمعون بين المهارة والانضباط، وسيكون له دور كبير في مستقبل الكرة الإسبانية.”
الكرة الذهبية.. بين الأرقام والانطباعات
فوز بعض اللاعبين بالكرة الذهبية رغم عدم تقديمهم مواسم استثنائية، وغياب أسماء مثل يامال، يُعيد فتح النقاش حول معايير الاختيار. هل تعتمد الجائزة على الأرقام فقط؟ أم أن الانطباع العام، والتأثير الإعلامي، يلعب دورًا أكبر؟ وهل يُمنح اللاعبون من أندية معينة أفضلية غير عادلة؟
هذه الأسئلة تكررت كثيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد فوز لاعبين بجوائز رغم عدم تقديمهم مستويات ثابتة، بينما تم تجاهل آخرين تألقوا في البطولات الكبرى.
خاتمة
تصريحات خافيير تيباس حول حرمان لامين يامال من الكرة الذهبية لم تكن مجرد رأي فني، بل صرخة احتجاج على ما يعتبره خللًا في تقييم اللاعبين. وبين التألق الفني، والتجاهل الإعلامي، يبقى يامال نموذجًا للاعب المجتهد، الذي يرد داخل الملعب، ويترك الجدل للآخرين.
وفي زمن أصبحت فيه الجوائز الفردية محط جدل دائم، تظل كلمات تيباس تذكيرًا بأن كرة القدم لا تُقاس فقط بالألقاب، بل أيضًا بالعدالة، والاعتراف بالمجهود، مهما كان صامتًا.




