أخبار

ديماركو في مرمى النقد: كابيلو يفتح النار بسبب تصريحات إنزاجي


🟦 مقدمة: حين تتجاوز الكلمات حدود الملعب

في كرة القدم، لا تُقاس القضايا دائمًا بالأهداف أو النقاط، بل أحيانًا بالكلمات التي تُقال خارج المستطيل الأخضر. تصريحات اللاعبين قد تكون شرارة تُشعل جدلًا واسعًا، خاصة إذا مست رموزًا أو مدربين لهم وزنهم في اللعبة. هذا ما حدث مؤخرًا مع فيديريكو ديماركو، ظهير إنتر ميلان، الذي وجد نفسه في قلب عاصفة إعلامية بعد تصريحاته عن مدربه السابق سيموني إنزاجي، والتي دفعت المدرب الأسطوري فابيو كابيلو إلى اتهامه بـ”قلة الاحترام”.


🟥 خلفية التصريحات: ديماركو يتحدث بصراحة

في مؤتمر صحفي عُقد قبل مواجهة إنتر ضد سلافيا براج في دوري أبطال أوروبا، تحدث ديماركو بصراحة عن تجربته مع المدرب سيموني إنزاجي، مشيرًا إلى أنه كان يُستبدل كثيرًا في الدقيقة 60 من المباريات، وهو ما أثر سلبًا على تطوره كلاعب. قال ديماركو:
“لا يمكن التطور إلا بالمشاركة في المباريات كاملة. الخروج في الدقيقة 60 كان صعبًا جدًا على مسيرتي. هذا الموسم ألعب أكثر، وهذا يظهر في مستواي.”

ورغم أن ديماركو لم يهاجم إنزاجي بشكل مباشر، فإن تصريحاته حملت نبرة انتقاد ضمني، ما أثار ردود فعل متباينة في الوسط الكروي الإيطالي.


🟨 كابيلو يرد: احترام المدرب فوق كل اعتبار

رد فابيو كابيلو، المدرب المخضرم الذي قاد فرقًا مثل ريال مدريد ويوفنتوس ومنتخب إنجلترا، لم يتأخر. في مقابلة تلفزيونية، وصف تصريحات ديماركو بأنها “غير لائقة”، وأضاف:
“ما قاله ديماركو يُظهر قلة احترام للمدرب ولزملائه. المدرب هو من يقرر، واللاعب عليه أن يقبل ذلك ويثبت نفسه داخل الملعب.”

كابيلو، المعروف بصراحته وصرامته، اعتبر أن مثل هذه التصريحات تُضعف من صورة اللاعب، وتُظهره وكأنه يتهرب من المسؤولية، بدلًا من التركيز على تطوير أدائه.


🟩 إنزاجي في قلب الجدل: صمت تكتيكي أم تجاهل؟

الغريب أن سيموني إنزاجي لم يرد على تصريحات ديماركو بشكل مباشر، واكتفى بالصمت، ما فتح باب التأويلات. البعض اعتبر أن إنزاجي يتعامل بحكمة، ويرفض الدخول في سجالات إعلامية، بينما رأى آخرون أن الصمت قد يُفسر على أنه تجاهل أو حتى اعتراف ضمني بوجود مشكلة.

إنزاجي، الذي قاد إنتر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، يُعرف بأسلوبه الهادئ، لكنه أيضًا لا يتسامح مع التمرد داخل الفريق، ما يجعل موقفه من ديماركو محل ترقب.


🧠 تحليل فني: هل كان إنزاجي مخطئًا في استبدال ديماركو؟

من الناحية الفنية، ديماركو يُعد من أبرز الأظهرة في الدوري الإيطالي، بفضل سرعته، ودقته في العرضيات، وقدرته على التحول من الدفاع إلى الهجوم. لكن إنزاجي كان يُخرجه في الدقيقة 60 بشكل متكرر، ربما لأسباب بدنية أو تكتيكية.

المدرب قد يرى أن ديماركو يُعطي أفضل ما لديه في الساعة الأولى، ثم يتراجع بدنيًا، ما يستدعي استبداله. أو ربما كان يريد تنشيط الجبهة اليسرى بلاعب أكثر حيوية في الدقائق الأخيرة. في كلتا الحالتين، القرار يبقى فنيًا، ولا يُفترض أن يُفسر على أنه تقليل من قيمة اللاعب.


🟦 ديماركو هذا الموسم: أرقام تُثبت التغيير

في الموسم الحالي، حصل ديماركو على دقائق أكثر، وشارك في معظم المباريات كاملة، ما انعكس على مستواه الفني. سجل هدفين، وصنع ثلاثة، وبلغت نسبة تمريراته الناجحة 89%. هذه الأرقام تُظهر أن اللاعب استفاد من الثقة، لكنه في الوقت نفسه، فتح بابًا للنقاش حول العلاقة بين المدرب واللاعب، وحدود النقد العلني.


🟥 الإعلام الإيطالي: بين التعاطف والنقد

الصحف الإيطالية انقسمت في تناول القضية. صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” رأت أن ديماركو عبّر عن إحباط مشروع، خاصة أنه لاعب طموح يريد التطور. بينما اعتبرت “كوريري ديلو سبورت” أن التصريحات غير مناسبة، وتُظهر نقصًا في النضج.

أما البرامج التلفزيونية، فقد استضافت محللين ناقشوا القضية من زاوية أوسع، متسائلين: هل يحق للاعب انتقاد مدربه السابق علنًا؟ وهل يجب أن تُحل هذه الأمور داخل غرف الملابس فقط؟


🟨 كابيلو ودروس القيادة: لماذا غضب؟

غضب كابيلو لا يأتي فقط من التصريح، بل من مبدأ القيادة والانضباط. هو يرى أن اللاعب يجب أن يحترم قرارات المدرب، حتى لو لم تعجبه، وأن النقد يجب أن يكون داخليًا، لا أمام الإعلام. كابيلو، الذي درّب نجومًا مثل زيدان ورونالدو، يعرف كيف تُدار الفرق الكبرى، ويؤمن بأن الانضباط هو أساس النجاح.


🧩 تأثير التصريحات على غرفة الملابس

في فرق النخبة، مثل إنتر، أي تصريح علني قد يُحدث شرخًا داخل غرفة الملابس. زملاء ديماركو قد يشعرون بأن اللاعب يُعطي نفسه أهمية أكبر، أو يُلمّح إلى أنه كان مظلومًا، ما يُحدث توترًا غير مرغوب فيه. المدرب أيضًا قد يُعيد النظر في طريقة تعامله مع اللاعب، ويُقلل من ثقته فيه.


🟦 هل أخطأ ديماركو؟ وجهة نظر متوازنة

من جهة، ديماركو عبّر عن شعور شخصي، وهو أمر إنساني. اللاعب يريد أن يلعب أكثر، ويشعر أن استبداله المتكرر أعاق تطوره. ومن جهة أخرى، اختيار التوقيت والمكان لم يكن موفقًا. الحديث قبل مباراة أوروبية مهمة، وفي مؤتمر صحفي، قد يُفسر على أنه محاولة للفت الأنظار، أو حتى زعزعة الاستقرار.


🏁 الختام: كرة القدم ليست فقط تكتيكًا

القضية بين ديماركو وإنزاجي، ورد كابيلو، تُظهر أن كرة القدم ليست فقط عن الخطط والتكتيك، بل أيضًا عن العلاقات الإنسانية، والاحترام، والتواصل. اللاعبون والمدربون يعيشون ضغوطًا كبيرة، لكن التعبير عنها يجب أن يكون بحكمة.

ديماركو لاعب موهوب، وإنزاجي مدرب ناجح، وكابيلو رمز من رموز اللعبة. وبين الثلاثة، دارت لحظة جدل، قد تكون عابرة، لكنها تُعلّمنا أن الكلمات قد تكون أقوى من الأهداف، وأن الاحترام يبقى أساس كل علاقة ناجحة في كرة القدم.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى