حين يصبح الفوز عادة: الركراكي يقود المغرب نحو رقم عالمي يليق بالأبطال


مقدمة: من الحلم إلى الهيمنة
في عالم كرة القدم، لا تُقاس العظمة فقط بالألقاب، بل بالاستمرارية. أن تفوز مرة، فهذا إنجاز؛ أن تفوز مرارًا، فهذا مشروع. وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، لا يكتفي بالأحلام، بل يبني واقعًا جديدًا لأسود الأطلس، واقعًا عنوانه الانتصار، ومضمونه الهيمنة. مواجهة البحرين الودية ليست مجرد مباراة، بل بوابة نحو رقم قياسي عالمي، يضع المغرب في مصاف الكبار.
الفصل الأول: الرقم الذي ينتظر التوثيق
منذ يونيو 2024، حقق المنتخب المغربي سلسلة انتصارات متتالية بلغت 14 فوزًا، ليصبح على بعد خطوة واحدة من معادلة الرقم القياسي العالمي الذي حققته إسبانيا عام 2009، حين فازت في 15 مباراة متتالية. الركراكي يدرك أن الفوز على البحرين سيكتب اسم المغرب في كتب التاريخ، لكنه يصر على أن الأهم هو ترسيخ عقلية الفوز، لا مطاردة الأرقام.
الفصل الثاني: من قطر إلى الرباط.. رحلة التحول
منذ تولي الركراكي قيادة المنتخب قبل مونديال قطر، تغيرت ملامح الفريق. لم يعد المغرب ذلك المنتخب الذي يُحترم فقط، بل أصبح يُخشى. الأداء البطولي في كأس العالم، والتأهل التاريخي إلى نصف النهائي، كانا بداية لمرحلة جديدة، عنوانها الثقة والانضباط. سلسلة الانتصارات لم تأتِ صدفة، بل نتيجة عمل منهجي، وتخطيط طويل الأمد.
الفصل الثالث: البحرين.. خصم في توقيت حساس
المنتخب البحريني يدخل المواجهة وهو في مرحلة تحضيرية لكأس العرب 2025، ويعاني من غيابات مؤثرة في صفوفه. لكن ذلك لا يقلل من أهمية المباراة، خاصة وأنها تُلعب على أرض المغرب، وبين جماهيره. الركراكي يدرك أن أي تهاون قد يُفسد الحلم، لذلك يتعامل مع اللقاء بجدية تامة، رغم طابعه الودي.
الفصل الرابع: الغيابات لا تعني التراجع
المنتخب المغربي يفتقد بعض العناصر الأساسية، أبرزهم عز الدين أوناحي وسفيان أمرابط، ما يفرض على الركراكي إعادة ترتيب أوراقه. لكنه يرى في ذلك فرصة لتجربة لاعبين جدد، وتعزيز عمق التشكيلة. فلسفته تقوم على أن المنتخب لا يجب أن يعتمد على أسماء، بل على منظومة جماعية قادرة على الفوز في أي ظرف.
الفصل الخامس: العقلية قبل التكتيك
في تصريحاته، يكرر الركراكي أن الأرقام لا تعنيه إلا بقدر ما تبني عقلية الفوز لدى اللاعبين. هذه الفلسفة تعكس فهمًا عميقًا لطبيعة المنافسة، حيث لا يكفي أن تكون جيدًا، بل يجب أن تكون الأفضل دائمًا. الركراكي لا يبحث عن المجد الشخصي، بل عن ترسيخ ثقافة الانتصار داخل المنتخب، وجعلها جزءًا من هوية “أسود الأطلس”.
الفصل السادس: الجماهير.. بين الفخر والتوقعات
الجماهير المغربية تعيش حالة من الفخر، لكنها أيضًا تطالب بالمزيد. فالأرقام جميلة، لكنها لا تغني عن الألقاب. الركراكي مطالب بتحقيق التوازن بين بناء فريق قوي، وتحقيق نتائج ملموسة في البطولات الكبرى. فهل يكون الرقم القياسي بداية لمرحلة جديدة من المجد، أم مجرد لحظة عابرة في سجل التاريخ؟
الفصل السابع: الكونغو.. فرصة للانفراد بالرقم
بعد مواجهة البحرين، يلتقي المغرب منتخب الكونغو في ختام تصفيات كأس العالم 2026، وهي مباراة شكلية من الناحية الحسابية بعد ضمان التأهل، لكنها تحمل أهمية خاصة من حيث إمكانية الانفراد بالرقم القياسي العالمي في حال الفوز على البحرين أولًا. الركراكي يخطط للمباراة الثانية كفرصة لتعزيز الانسجام، وتجربة توليفات جديدة بين الخطوط.
الفصل الثامن: المغرب في مصاف الكبار
بفضل هذه السلسلة، أصبح المنتخب المغربي في مصاف نخبة المنتخبات العالمية التي سجلت أرقامًا استثنائية، مثل إسبانيا، البرازيل، وألمانيا. هذا التحول يعكس تطور الكرة المغربية، ليس فقط على مستوى النتائج، بل أيضًا على مستوى التنظيم، الاحتراف، والهوية الفنية. الركراكي نجح في بناء فريق لا يخاف من الكبار، بل ينافسهم بندية.
الفصل التاسع: الركراكي.. رجل المرحلة
منذ توليه المهمة، أثبت وليد الركراكي أنه رجل المرحلة بامتياز. قدرته على إدارة النجوم، بناء منظومة جماعية، والتعامل مع الضغوط، جعلته من أبرز المدربين في تاريخ المغرب. الآن، يقف على أعتاب إنجاز عالمي، لكنه يصر على أن الطريق لا يزال طويلًا، وأن الهدف الحقيقي هو بناء منتخب لا يُهزم، لا فقط في المباريات، بل في العقلية والهوية.
الفصل العاشر: لحظة للتاريخ
مباراة البحرين قد تكون لحظة للتاريخ، لكنها أيضًا اختبار للهوية. الركراكي لا يطارد رقمًا فقط، بل يطارد فكرة، مشروع، ورؤية. فوز المغرب سيعني الكثير، لكنه لن يكون نهاية الطريق. بل بداية لرحلة جديدة، نحو أمم أفريقيا، نحو كأس العالم، ونحو تثبيت اسم “أسود الأطلس” في ذاكرة كرة القدم العالمية.




