ألمانيا تستعرض قوتها أمام لوكسمبورغ وتعتلي صدارة التصفيات


مقدمة: عودة الماكينات إلى المسار الصحيح
في أمسية كروية أوروبية ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، قدم المنتخب الألماني عرضًا قويًا أمام نظيره لوكسمبورغ، انتهى بفوز عريض برباعية نظيفة. المباراة التي أقيمت في العاشر من أكتوبر 2025، جاءت لتؤكد أن الماكينات الألمانية استعادت توازنها بعد بداية متعثرة في التصفيات، وتوجهت بثقة نحو صدارة المجموعة الأولى.
خلفية المواجهة: ضغط التصفيات وأهمية النقاط
دخل المنتخب الألماني اللقاء وهو في حاجة ماسة للفوز، بعد خسارة مفاجئة أمام سلوفاكيا في الجولة الأولى، تلتها انتصار على أيرلندا الشمالية. المدرب يوليان ناغلسمان كان يدرك أن أي تعثر جديد سيضع الفريق في موقف حرج، خاصة في ظل المنافسة القوية على بطاقات التأهل. أما لوكسمبورغ، فكانت تبحث عن أولى نقاطها بعد هزيمتين متتاليتين، لكنها اصطدمت بجدار ألماني صلب.
الشوط الأول: سيطرة ألمانية وهدف مبكر
منذ صافرة البداية، فرضت ألمانيا إيقاعها على المباراة. التمريرات السريعة، والتحركات المنظمة، والضغط العالي، كلها عناصر جعلت لوكسمبورغ تكتفي بالدفاع. في الدقيقة 17، افتتح يوزوا كيميش التسجيل بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، مستغلًا تمريرة ذكية من فلوريان فيرتز. الهدف منح الألمان ثقة إضافية، وبدأت الهجمات تتوالى على مرمى الخصم.
الشوط الثاني: تأكيد التفوق وتسجيل الأهداف
مع بداية الشوط الثاني، لم يتغير السيناريو كثيرًا. ألمانيا واصلت الضغط، ولوكسمبورغ تراجعت أكثر. في الدقيقة 52، عاد كيميش ليسجل الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة نفذها ببراعة. بعدها، أضاف نيكلاس فولكروغ الهدف الثالث في الدقيقة 68، بعد تمريرة عرضية من ديفيد راوم. واختتم جمال موسيالا الرباعية في الدقيقة 83، بعد مجهود فردي رائع اخترق به الدفاع وسدد كرة أرضية زاحفة.
أداء اللاعبين: تألق جماعي ونجومية كيميش
يوزوا كيميش كان نجم اللقاء بلا منازع، ليس فقط بتسجيله هدفين، بل بدوره القيادي في وسط الملعب. فلوريان فيرتز أظهر نضجًا تكتيكيًا رغم صغر سنه، بينما قدم موسيالا لمحات فنية تؤكد أنه أحد أعمدة المستقبل. الدفاع بقيادة أنطونيو روديغر كان صلبًا، ولم يمنح لوكسمبورغ أي فرصة حقيقية للتسجيل.
لوكسمبورغ: مقاومة محدودة وانهيار بدني
منتخب لوكسمبورغ حاول الصمود، لكنه افتقر إلى التنظيم والقدرة على مجاراة النسق الألماني. الفريق أنهى المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه في الدقيقة 75، مما زاد من معاناته. الحارس أنتوني موريس تصدى لعدة كرات، لكنه لم يكن قادرًا على إيقاف المد الهجومي الألماني. الهزيمة الثالثة على التوالي وضعت لوكسمبورغ في ذيل الترتيب، وأثارت تساؤلات حول جاهزيته للمنافسة في هذه التصفيات.
قراءة تكتيكية: ناغلسمان يثبت بصمته
المدرب يوليان ناغلسمان اعتمد على خطة 4-2-3-1، مع مرونة في التحولات الهجومية. كيميش وغوريتسكا شكلا ثنائيًا متوازنًا في الوسط، بينما منح فيرتز وموسيالا حرية التحرك خلف فولكروغ. هذه التوليفة سمحت للألمان بالسيطرة على وسط الملعب، وخلق فرص متعددة. ناغلسمان أجرى تبديلات ذكية حافظت على النسق، وأظهرت عمق التشكيلة.
الجماهير والإعلام: ارتياح بعد الأداء المقنع
الجماهير الألمانية، التي كانت قلقة بعد البداية المتعثرة، تنفست الصعداء بعد هذا الفوز الكبير. الصحف المحلية أشادت بالأداء، واعتبرته مؤشرًا على عودة المنتخب إلى مستواه المعهود. الإعلام ركز على تألق كيميش، وعلى نضج اللاعبين الشباب الذين بدأوا يأخذون مكانهم في التشكيلة الأساسية.
ترتيب المجموعة: ألمانيا في الصدارة
بفضل هذا الفوز، رفعت ألمانيا رصيدها إلى 6 نقاط، وتصدرت المجموعة الأولى مستغلة خسارة سلوفاكيا أمام أيرلندا الشمالية. هذا التقدم يمنح ناغلسمان هامشًا من الراحة، لكنه يدرك أن الطريق إلى كأس العالم لا يزال طويلًا، وأن الحفاظ على النسق هو التحدي الأكبر.
مستقبل التصفيات: تحديات قادمة
المباراة المقبلة لألمانيا ستكون أمام سلوفاكيا، في مواجهة ثأرية بعد الخسارة في الجولة الأولى. ناغلسمان سيحتاج إلى تثبيت التشكيلة، وتحفيز اللاعبين للحفاظ على التركيز. أما لوكسمبورغ، فستواجه أيرلندا الشمالية في محاولة لتجنب الخروج المبكر من سباق التصفيات.
خاتمة: ألمانيا تعود بثقة.. والرسالة وصلت
انتصار ألمانيا على لوكسمبورغ لم يكن مجرد فوز في مباراة، بل رسالة واضحة بأن الماكينات عادت للعمل بكفاءة. الأداء الجماعي، التألق الفردي، والمرونة التكتيكية، كلها عناصر تؤكد أن المنتخب الألماني يسير في الاتجاه الصحيح نحو مونديال 2026. وبين طموح التأهل واستعادة الهيبة، تبدو ألمانيا جاهزة لكتابة فصل جديد من تاريخها الكروي.




