لوكا مودريتش: هدية مجانية… لكنها من العيار الثقيل!


لم يأتِ لوكا مودريتش إلى ميلان كلاعب عادي، بل كـ”إضافة ملكية” وُهبت للروسونيري دون مقابل. نعم، هدية مجانية… لكنها تحمل في طيّاتها خبرة، ذكاء، وفنّ لا يقدّر بثمن. منذ أولى خطواته مع الفريق هذا الصيف، أثبت الكرواتي أن العمر مجرد رقم، وأنه ما زال قادرًا على فرض إيقاعه حتى في بيئة جديدة كليًا — الدوري الإيطالي — بعد رحيله عن ريال مدريد بنهاية عقده.
في مباراة ميلان وبولونيا (1-0)، لم يكن مودريتش مجرد مشارك… بل كان النجم الأبرز. ليس فقط لأنه سجّل الهدف الوحيد، بل لأنه كان “عقل” المباراة و”قلبها النابض”. تحركاته، قراءته للملعب، وتوزيعه للكرات جعلته حاضرًا في كل لحظة حاسمة — هجومًا ودفاعًا.
إحصائيات “سوفا سكور” تحدثت عنه بصوت عالٍ: تقييم 8.6 — الأعلى بين اللاعبين جميعًا. لمس الكرة 67 مرة، وأتم 45 تمريرة (38 منها دقيقة بنسبة 84%)، وصنع فرصتين حاسمتين لزملائه. كما أرسل 3 عرضيات دقيقة من 9، و3 كرات طولية ناجحة من 5، وسدد مرتين — إحداهما كانت الهدف، والأخرى أُبعدت بصعوبة.
وفي الثلث الأخير من الملعب، كان حاضرًا بقوة: 8 تمريرات داخل منطقة الخصم، تُظهر قدرته على التسلل بالكرة وصناعة الخطر.
أما دفاعيًا… فالأمر لا يقل إبهارًا. رغم قامته التي لا تُقارن بضخامات لاعبي الوسط الإيطاليين، فاز بـ7 من أصل 9 مواجهات أرضية، وتحمّل 3 عرقلات. وأكثر من ذلك: 4 تدخلات ناجحة، اعتراضان لتمريرات المنافس، واستعادة الكرة 9 مرات — أرقام تُترجم إلى لاعب لا يهدأ، ولا يكتفي بالدور الهجومي.
مودريتش لم يُكمل فقط خط وسط ميلان… بل ملأ فراغًا كان الفريق يفتقده منذ سنوات. لاعب يجمع بين الرؤية، التمرير، الحسم الدفاعي، والهدوء تحت الضغط — كل هذا في جسد واحد، وبلا مقابل مادي.
إنه ليس مجرد صفقة… بل صفقة القرن. هدية ملكية، قطعة مثالية، و”ساحر” لا يشيخ… بل يزداد سحرًا مع الزمن.




